اكد ممتاز السعيد وزير المالية حرص الحكومة علي استعادة معدلات التنمية الاقتصادية بمصر الي معدلاتها السابقة قبل يناير 2011 ، مشددا على أن هذا من أهم أولويات عمل الحكومة والتي تبذل كل جهد من اجل عودة تدفق الاستثمارات الي مصر مرة اخرى باعتبار ذلك يمثل حجر الزاوية الذي سينطلق من خلاله الاقتصاد ليحقق معدلات تنمية من شأنها ليس فقط الحد من معدلات البطالة الحالية بل استيعاب الاعداد المتزايدة كل عام من الباحثين عن عمل. وكشف الوزير عن عقده لقاء الاثنين مع مسعود أحمد رئيس الدائرة التنفيذية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بصندوق النقد الدولي، حيث بحثا ترتيبات عودة بعثة صندوق النقد الدولي لمصر خلال الشهر الحالي لمتابعة المشاورات الخاصة باتفاق مصر والصندوق. وقال ان هناك تفاهمات جيدة مع الصندوق بخصوص القرض ، خاصة بعد اطلاق الحكومة لجلسات الحوار المجتمعي حول البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الذي وضعته الحكومة لاستعادة معدلات النمو الاقتصادي خلال الفترة المقبلة. جاء ذلك خلال كلمة وزير المالية في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر اليورومني صباح الثلاثاء . وكشف وزير المالية عن تخطيط الحكومة لوضع حد ادني للمعاشات ، بما يكفل الحياة الكريمة لاصحاب المعاشات واسرهم ممن افنوا عمرهم في خدمة مصر. وقال ان البرنامج الاقتصادي والاجتماعي للحكومة يتضمن ايضا الاسراع في تطبيق التامين الصحي الشامل للمواطنين حيث نستهدف رفع نسبة التغطية التي وصلت الى نحو 50% من افراد المجتمع حتى تصل تدريجيا الى نظام التأمين الصحى الشامل. وأضاف ان الحكومة تدرك ان المستثمرين العرب والاجانب حاليا يترقبون لما ستسفر عنه مباحثات مصر وصندوق النقد الدولي والمشاورات الجارية حاليا بخصوص برنامج الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي الذي اعدته الحكومة بهدف تصحيح العديد من الاختلالات الاقتصادية . وفي هذا الاطار،أكد ان البرنامج يتضمن حزمة من الاجراءات الاصلاحية من اهمها ترشيد دعم الطاقة ليصل الدعم الي مستحقيه بالفعل من خلال اتباع اليات جديدة في توزيع منتجات البترول ، بجانب القيام ببعض الاصلاحات الضريبية والتي تهدف الي تحقيق العدالة الضريبية من خلال توسيع قاعدة المجتمع الضريبي وضم القطاع غير المنظم. ودعا السعيد المشاركين بالمؤتمر للخروج بتوصيات حول سبل الاسراع في استعادة الاستثمارات مرة اخرى الي مصر وبناء جسور الثقة مع المستثمرين . خاصة المستثمرين الاستراتيجيين الدوليين . وأيضا مؤسسات التمويل الدولية والتي لا يجب أن يقف دورها عند المشاركة في تمويل المشروعات الاستثمارية بمصر، ولكن يجب أن يتعدى دورها الي الترويج للاقتصاد المصري بين مجتمع المستثمرين وتعريفهم بمواطن القوة وفرص الاستثمار في الاقتصاد المصري حيث نعتبر هذه المؤسسات شريك فى التنمية. وشدد الوزير على حرص الحكومة علي حل اية مشكلات تواجه المستثمرين وتيسير اية عقبات من امامهم، مؤكدا ان الحكومة ستتعامل مع تلك المشكلات بقلب وعقل مفتوح، وبصورة عادلة للجميع. وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي الراهن ، اوضح الوزير ان الجميع يلمس التحديات الكبيرة التي يواجهها الاقتصاد المصري منذ قيام ثورة يناير المجيدة والتي نادت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية لكل مواطن مصرى يعيش على أرض هذا الوطن. وأشار الوزير الي ان التحدى الأهم والذي يجب علينا أن نواجهه بقوة الآن هو تدني معدلات النمو الاقتصادى في الوقت الراهن والذي تتجاوز نسبته 2% بالكاد وذلك في بلد في مثل حجم وثقل مصر ، وبالتالي فإن شغلنا الشاغل هو كيفية العمل على تعافيه مرة أخرى ليحقق على الأقل نسبة 7% سنوياً خلال السنوات المقبلة حتى يمكن أن ننهض وننطلق بمصر الى الأمام ونلحق بركب من سبقونا ، ولعل تجربة تركيا خير مثال على ذلك. وقال ان السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو أين نحن والى أين نتجه ؟ ، مشيرا الي انه أنه فى اطار المكاشفة والمصارحة فإن هناك ضغوطاً كبيرة على الوضع الاقتصادى الراهن نجمت فى المقام الأول عن خروج قدر كبير من الاستثمارات خارج مصر في الفترة التي أعقبت الثورة بسبب عدم الوضوح والضبابية التى كانت تسود فى البداية وعدم وجود استقرار تشريعي وسياسى ومن ثم اثرت تلك الاستثمارات السلامة وخرجت من مصر مخلفة وراءها بطء في عجلة النمو ، أيضا المطالبات المستمرة من جانب قطاع عريض من العاملين بالدولة فى المجالات المختلفة من مدرسين وأطباء وعمال مصانع. وأضاف ان هذه الضغوط المتزايدة علي الاقتصاد ولحرص الحكومة علي عدم دخول الاقتصاد المصري في مرحلة انكماش اقتصادي ، فقد عوضت الحكومة تاثير هذه العوامل من خلال اتباع سياسة توسعية الي حد ما وذلك بزيادة حجم الاستثمارات الحكومية والتي ارتفعت من نحو 27 مليار جنيه عام 2011-2012 الي اكثر من 56 مليار جنيه العام المالي الحالي. وأوضح ان هذه السياسة المالية لاشك ادت الي تزايد اقتراض الحكومة والذي لجأت له من أجل دفع عجلة التنمية بعد تراجع دور القطاع الخاص، فنحن نقترض لضخ مزيد من الاستثمارات لحين عودة الاستقرار للاقتصاد المصري بدلا من الدخول الي شكل من اشكال الانكماش الاقتصادي غير المرغوب. وقال ان الحكومة تؤمن بانه رغم كل ما يواجه الاقتصاد المصري من تحديات فانه يتمتع بالديناميكية والامكانات التي تؤهله لاستعادة قدرته علي النمو المرتفع خلال فترة قليلة بمجرد الانتهاء من التحول السياسي واستكمال البناء التشريعي واستعادة الامن لعافيته تماما. واختتم الوزير كلمته بالتاكيد علي ان مصر واعدة ولديها كم كبير من الفرص الاستثمارية وفي جميع القطاعات ، مشيرا الي ان وحدة الشراكة مع القطاع الخاص بوزارة المالية لديها 15 مشروعا جاهزة للاستثمار سيتم طرحها تباعا خلال الفترة المقبلة امام القطاع الخاص للمشاركة في تنفيذها. وأعلن الوزير ان وزارة المالية ستنظم مؤتمرا دوليا خلال يناير المقبل لعرض تفاصيل تلك المشروعات ، داعيا المشاركين في المؤتمر من المستثمرين للمشاركة في فعالياته. وردا علي اسئلة الصحفيين، قال وزير المالية إن الحد الادني والاقصي للدخول مطبق بالفعل من يناير الماضي ، مشيرا الي ان الوحدات الحسابية بالوزارات والهيئات العامة تطبق ذلك بالفعل وقال ان النتائج ستظهر بعد عام من التطبيق.