إذا كان طفلك لا يتفاعل مع الآخرين، وحركاته تكرارية، ولا يوجد أي تواصل مع الأسرة، و معدلات نموه الادراكي بطيئة تكاد تكون منعدمة.. فلابد أن تتوقف أمام ذلك.. فمن الممكن أن يكون هذا هو مرض التوحد الذي يصيب الأطفال في السنوات الثلاث الأولي من العمر، والمشكلة الأكبر هنا أنه لا يكتشف مبكرا لعدم وعي الأسرة به، والأم هي العنصر الرئيسي لاكتشاف هل الطفل طبيعي أم لا؛ فكلما تم الاكتشاف مبكرا كانت الفرصة في العلاج كبيرة، وهذا ما دفع الإدارة العامة لذوي الاحتياجات الخاصة بوزارة الصحة لإجراء دراسة ميدانية عن مرض التوحد.. في البداية أكدت الدكتورة مني حافظ استشاري الأطفال بالإدارة والمسئولة عن البحث أن الهدف الرئيسي هو محاولة كشف حجم المرض في مصر من خلال دراسة علي الأطفال المترددين علي الوحدات الصحية من عمر سنة ونصف إلي سنتين، وقد تمت في القاهرة والإسكندرية علي10513 طفل، وتم استخدام ورقة استبيان لأمهات الأطفال الذين بلغوا عامين حول نمو، وتطور الطفل، إما الأطفال عند عمر18 شهر؛ فكانت هناك أسئلة للأم واختبارات بسيطة مع الطفل يقوم بها الطبيب، وكانت23 سؤالا حول علاقات الطفل بالعالم الخارجي ومدي استجابته، وتم تحويل64 طفل لعيادات الإرشاد النفسي، ودخلوا في برامج متعددة من تحاليل معملية وكروموسومات وأخصائيين تخاطب وسمعيات لأن هذا المرض يتم تشخيصه إكلينيكيا وليس معمليا، وقد ظهر المرض فعليا علي12 طفلا مصابا بالتوحد، أي أن هناك طفلا مصابا كل870 طفلا، وقد تم تحويل هؤلاء الأطفال إلي عيادات الإرشاد النفسي لتعليم الأم كيفية التعامل مع الطفل وإخضاعه لبرامج متخصصة لتحسين حالته، لأن الاكتشاف المبكر للمرض يساعد في العلاج. وأكد الدكتور إبراهيم النخيلي مدير الإدارة أنه طبقا لآخر إحصائية أمريكية لسنة2004 فإن هناك طفلا لكل166 طفلا مصابا بالتوحد، وأن المرض يتزايد من10 20% سنويا وفي80% من الحالات لا نعرف السبب الحقيقي للإصابة، ولكن هناك بعض النظريات تفسره علي أنه خلل جيني يظل كامنا ولا يظهر إلا إذا توافرت عوامل بيئية تساعد علي ظهور هذا المرض الذي ينتج عنه سلسلة من التفاعلات التي تسبب خللا في أجهزة الجسم.