أكد الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية أن أزمة الفيلم المسىء للنبي صلى الله عليه وسلم والرسوم المسيئة التي نشرتها مجلة فرنسية ساخرة وحدت كل المصريين ، مشيدا بموقف الكنيسة فى مصر . و قال فضيلته فى حوار مع صحيفة "زونتاجس تسايتونج" السويسرية الشهيرة أنه لن يفلح أحد في اللعب على وتر الطائفية "، مضيفا " أننا لن نسمح لقلة متطرفة في الغرب أن تفسد العلاقات بين دول العالم و أننا مستعدون إلى التعاون بجدية في حل مشكلات العالم الملحة لان المسلمين جزء من منظومة الحل وليسوا المشكلة ". وشدد المفتي على ان المسلمين يسعون دائمًا إلى التأسي بقدوتهم المتمثلة في شخص النبي في كل أمور حياتهم، وغرس تلك القيم وتعميقها في النفوس، والتي منها القدرة على التصدي للاستفزازات والأعمال الحمقاء السيئة بالصبر والعمل الإيجابي، وبالتالي فإن هذا يمثل للمسلمين قيمًا روحانية في غاية الأهمية تتمثل بوضوح جلي في حياة النبي محمد نفسه. وحث في حواره المسلمين على عدم الاستجابة لتلك المواد الاستفزازية التي يتم تصميمها بوضوح للإساءة إلى المشاعر المترسخة لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم، والتي تساهم في تصعيد التوترات دون طائل ملحوظ، وأن يردوا عليها بشكل سلمي وقانوني كما حددت لهم أحكام شريعتهم. واوضح جمعة في حواره أن من واجب القيادات الدينية العاقلة في العالم أن تتفاعل مع التوترات والاستفزازات تفاعلاً استباقياً من خلال العمل الدءوب والمنهجي على نزع فتيلها حتى يحل الاستقرار محل الاضطراب والود محل العداء وأن يقدموا المبادئ الإنسانية العليا التي يجب أن يلتف حولها جميع العقلاء في العالم والتي تتمثل في حفظ النفس البشرية والعمل على حماية وجودها وعقلها وحريتها. وأضاف أنه مع هذه التوترات التي تسود العالم فإن الأمل موجود ولابد أن يتبع هذا الأمل عمل دءوب للقضاء على الأسباب الحقيقية للتوترات وليس الاكتفاء بمعسول الكلام وهذا يتطلب بناء جسور حقيقية للتفاهم مبنية على احترام التنوع الثقافي والديني واحترام الهويات والخصوصيات وليس كما يفعل الموتورون الآن في إشاعة جو من العداء والاستقطاب بين الثقافات والحضارات. واختتم مفتي الجمهورية حديثه بالتعبير عن أمله في أن يتم عبور هذه الأزمة وتعلم الدروس المهمة المستفادة منها ومن أهمها أن الوقاية خير من العلاج . جدير بالذكر أن صحيفة ال "لوموند" الفرنسية الأوسع انتشارًا قامت بإعادة نشر مقال فضيلة الدكتور علي جمعة-مفتي الجمهورية- تحت عنوان "النبي محمد.. رحمة للعالمين"، الذي نشر في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الأسبوع الماضي. وتأتي تلك الخطوة ردًّا على ما نشرته مجلة "تشارلي ابدو" الفرنسية الساخرة في عددها الصادر الأربعاء الماضي من رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-.