قال د.محمد وسام مدير إدارة الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء المصرية ان أعظم الأصول المهمة في دين الإسلام هو تحقيق الإخلاص لله تعالى في كل العبادات، والابتعاد والحذر عن كل ما يضاد الإخلاص وينافيه، كالرياء والسمعة والعجب ونحو ذلك مؤكداً ان الإخلاص هو مضمون دعوة الرسل وهو حقيقة الدين. وأوضح وسام خلال لقاء لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى السبت ان الإخلاص يعتبر أهم أعمال القلوب وأعظمها قدراً وشأناً،فالشريعة كلها صدق والعمل القلبي هو الفرق بين الإيمان والكفر،والإنسان يجب ان يكون مخلصاً مع الله ومع الناس ومع الأهل والأصدقاء،والإنسان يصل لهذا بمراقبة الله وان يعلم انه فى اختبار ومهمة مضيفاً ان الإخلاص أن يفعل العبد الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي. وتابع ان عملٌ عظيم بلا إخلاص, يجعله الله هباءً منثوراً, وعملٌ قليلٌ مع الإخلاص يتقبلّه الله عزّ وجل, وربما كان هذا العمل مع الإخلاص سبباً لنجاةِ صاحبه من عذاب الدنيا ومن عذاب الآخرى،وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم قدوة فى سماحته وسعة صدره وتعامله مع الناس وعلمنا احترام الإنسان لاخيه لان إحترام البشر صفة ملائكية مشيراً الى ان الإخلاص هو أصل الدين، وبدونه لا تقبل الأعمال واذا كان الإنسان صادقاً يحشر يوم القيامة مع الصديقين. وأضاف ان الصدق ضرورة من ضرورات المجتمع وفضيلة من فضائل السلوك البشري ذات النفع العظيم ، والكذب عنصر إفساد كبير للمجتمعات الإنسانية ، وسبب لهدم أبنيتها ، وتقطيع روابطها وصلاتها ، ورذيلة من رذائل السلوك ذات الضرر البالغ ،وقد أمر الإسلام بالصدق ونهى عن الكذب وقال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين". وأشار الى ان من فضائل الصدق أنه صفة أهل الإيمان في إيمانهم قال جلَّ وعلا: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ"، ومن فضائل الصدق أنه سبب لدخول الجنة قال الله جلَّ وعلا: "قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الصِّدْقَ ليَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ ليَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ ولا يزال العبد يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا"، ومن فضائل الصدق أن صاحبه مرافق للنبي صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم ،مشيراً الى ان الله جلَّ وعلا قال "وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً".