تواصلت حملات التحريض ضد فلسطينيي 48، وانتشرت دعوات من مسؤولين إسرائيليين لشن حرب«استقلال ثانية» ضدهم بالتزامن مع استمرار التضييق وملاحقة النائب العربي المستقيل من الكنيست عزمي بشارة بتفتيش منزلين يعودان له وذلك في إطار التحقيقات التي تجريها الشرطة الإسرائيلية ضده. وقال رئيس كتلة المفدال عضو الكنيست زبولزن أورليف في تصريحات صحافية ان «الشبهات ضد بشارة تثبت أنه أدخل إلى كنيست إسرائيل أحصنة طروادة وتستخدم كطابور خامس، وعلى الجهات المسؤولة أن تلقي القبض على بشارة في أي مكان يحاول أن يختبئ به وأن تقدمه للقضاء في إسرائيل». وأصدر حزب إسرائيل بيتنا بيانا قال فيه: «عزمي بشارة هو ليس المشكلة بل النافذة للمشكلة بشارة ورفاقه تجاوزوا منذ مدة الحدود ولكن الدولة خبأت رأسها في الرمال فلقد حاولنا في الماضي منع دخول حصان طروادة إلى مبني الكنيست ويمكن تصور أي أضرار كان يمكن منعها لأمن الدولة لو أن موقفنا اتخذ من قبل». وقال عضو الكنيست، جلعاد إردان (ليكود) إن« نشر التهم يثبت أن بشارة لم يكن لديه يوما ولاء لدولة إسرائيل ويجب التعامل معه اليوم كخارج عن القانون وهارب». أما زميله النائب يوفال شطاينتس فقد قال للتلفزيون الإسرائيلي انه « يجب جلب بشارة إلى إسرائيل ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمي». وقال النائب يسرائيل حسون من حزب افيجدور ليبرمان لموقع صحيفة «يديعوت احرونوت» الالكتروني «اذا لم نستيقظ من سباتنا فإننا سنضطر إلى محاربة العرب في إسرائيل من اجل الحصول مرة أخرى على استقلالنا وستكون هذه الحرب بالنسبة لنا حرب الاستقلال الثانية ضد عرب إسرائيل الذين يتلقون الدعم من حركة حماس في المناطق الفلسطينية المحتلة».إلى ذلك، عمدت الشرطة الإسرائيلية إلى تفتيش منزلين ومكتب عزمي بشارة في إطار تحقيق للاشتباه في انه تعاون مع حزب الله اللبناني . وقال مسؤول في حزب التجمع الوطني الديمقراطي بزعامة بشارة لوكالة «فرانس برس»: «بدأت الشرطة الإسرائيلية بإجراء تفتيش في الشقة المستأجرة للدكتور عزمي بشارة في بيت حنين قرب القدس وفي منزله في مدينة حيفا والمكتب البرلماني في مدينة الناصرة».
وأضاف المسؤول «ان قوات كبيرة من الشرطة بالإضافة إلى عناصر من جهاز الأمن العام (الشاباك) قامت بإجراء التفتيش في بيت حنين في حين كانت ترابط جيبات حرس الحدود العسكرية في محيط المبنى حيث تقع الشقة التي استأجرها بشارة لضرورات عمله الانتخابي». وأوضح انه «فور انتهاء الشرطة من التفتيش في بيت حنين علم انها احتجزت جهازي حاسوب بالإضافة إلى بعض الأوراق العادية المتعلقة ببرامج التجمع الوطني الديمقراطي». وردا على سؤال لوكالة «فرانس برس» رفض الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفلد الإدلاء بأي تعليق بسبب التعتيم المفروض على التحقيق والذي لم يرفع الا جزئيا.إلى ذلك أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية (من حركة حماس) دعمه له وقال غازي حمد الناطق باسم هنية في بيان ان«رئيس الوزراء يعلن تضامنه مع المفكر عزمي بشارة ويستنكر الإجراءات العدائية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية ضد هذا المناضل والمفكر الفلسطيني والتي كان آخرها التهجم على بيته وممتلكاته». وأضاف «اننا نرى في مثل هذه التصرفات من قبل الحكومة دليلا واضحا على ما يعانيه شعبنا الفلسطيني من تمييز عنصري ومحاولات لطمس هويته». وأضاف«اننا نؤكد تضامننا ووقوفنا إلى جانب بشارة الذي وقف إلى جانب شعبه وقضيته وندعو المؤسسات والمنظمات الدولية والمحلية إلى التضامن معه والوقوف إلى جانبه في مواجهة هذه الهجمة المبرمجة من قبل الحكومة الإسرائيلية».