افتتح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الازهر اليوم الأحد الملتقى الدولى الثانى لخريجى الأزهر فى الخارج والذى تنظمه جامعة الازهر لمدة ثلاثة أيام حول التحديات الحضارية للأمة الاسلامية. وأكد شيخ الازهر اهتمام الحضارة الاسلامية بالأخذ بأسباب العلم النافع الذى يساعد على التعاون ويتمسك بالتعاليم الاسلامية مع مواكبة التغيرات التكنولوجية والعلمية والاقتصادية من منظور اسلامى يجنى ولا يهدم يقف مع الحق ويدحر الباطل. وأشار شيخ الازهر الى تركيز الدراسة بالمعاهد وجامعة الازهر على مختلف العلوم الدينية والعلمية والأدبية مع الإهتمام بدراسة اللغات الاجنبية والتوسع فى العلوم الشرعية فى إطار من الوسطية والاعتدال يساهم فى نشر المفهوم الصحيح للاسلام وإيجاد خريج الازهر القادر على التعامل مع كل مستجدات العصر فى إطار إسلامى . وانتقد شيخ الازهر من يرفضون التعامل مع التراث القديم مطالبا بضرورة المحافظة عليه وتجديده بما يتناسب وعصرنا الحالى فى اطار من الاستفادة من القديم ومواكبة الحديث. كما شرح شيخ الازهر رسالة الازهر السامية الى العالم الاسلامى والتى تقوم على توجيهات الاسلام والرسول عليه الصلاة والسلام . بدوره طالب وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدى زقزوق علماء الامة الاسلامية بتشخيص أمراضها ومعرفة الأجواء التى تواجهها حاليا بعيدا عن الشعوذة والدجل حتى تعود الامة الاسلامية الى سابق عهدها رائدة فى مختلف المجالات خاصة وانها تملك قوة بشرية تمثل أكثر من خمس سكان العالم ولديها المقومات الروحية والمادية والجغرافية لتقوم بدور مؤثر فى صناعة التاريخ غير أنها منهوكة القوى ومسلوبة الإرادة فى عالم مملوء بالمتغيرات . وشدد وزير الاوقاف على أهمية الأخذ بالحضارة والعلم ومواكبة كل حديث والاستفادة من الآخرين حتى تنهض الأمة من غفوتها وتواجه مشاكلها خاصة وأن الاسلام يمثل العقيدة والشريعة والأخلاق والحضارة ولا يمكن إختزاله فى بعض الفرائض والعبادات فقط . وأشار إلى أهمية النقد الذاتى لأحوال الامة الاسلامية فى البدء فى إصلاح أوضاعها والاعتماد على عقول أبنائها والعمل المستنير من خلال ثقافة جديدة تحول الامنيات الى واقع ملموس بدلا من ثقافة السكون الحالية للامة والتى لا تشجع على الابتكار والابداع وممارسة الفكر السليم . من جانبه أشار الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الازهر أمام الملتقى الى الآثار السلبية للنظام العالمى الجديد على الامة الاسلامية والذى أدى الى تراجعها وعدم تبؤها مكانها المفروض فى عالم اليوم . وأشار الى دور الازهر الشريف فى نشر الاسلام الصحيح ومفهوم الوسطية وتصحيح الافكار الخاطئة عن الاسلام واتهامه ظلما بالارهاب . وطالب الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الازهر المشاركين فى المؤتمر بمناقشة إمكانية إشهار المؤتمر الاول لرابطة دولية تجمع أبناء الازهر فى العالم والبالغ عددهم نحو 35 الف خريج منذ عام 1961 وحى عام 2006 من 104 دول بكل قارات العالم منهم 32الف حاصلون على الشهادات العالية من مختلف الكليات متوقعا أن يتضاعف عدد خريجى الازهر خلال السنوات المقبلة . وأقترح رئيس جامعة الازهر على المشاركين فى الملتقى النظام التأسيسى للرابطة والتى سيكون مقرها القاهرة ويترأسها شيخ الازهر ويديرها مجلس تنفيذى برئاسة رئيس جامعة الازهر ويضم 15 عضوا منهم 5 من نواب رئيس الجامعة والباقى يمثلون على أساس جغرافى القارات الست على أن تجتمع الرابطة مرة كل 3 شهور . كما اقترح على الملتقى إبداء الرأى فى الموارد الذاتية للرابطة سواء من الاشتراكات أو التبرعات. كما أشاد الدكتور طيب المختار من اليابان بدور الازهر وخريجيه فى العالم لتوضيح الصورة الحقيقية للاسلام.