أقام قصر السينما بجاردن سيتي, احتفالية كبيرة لتكريم الفنان القدير سامح الصريطي عن مشواره الفني ودوره الوطني والثقافي, حضرها عدد كبير من الشخصيات العامة والفنانين والكتاب والمثقفين والإعلاميين من مختلف الدول العربية . وتخلل حفل التكريم ندوة تحت عنوان "الثقافة وتحديات المستقبل", والتي استعرض خلالها الصريطي ملامح الثقافة المصرية منذ خمسينيات القرن الماضي, بداية من الأسرة المصرية بمفهومها الحقيقي وحتى مفهوم الحارة المصرية, وما استجد على المجتمع من تغيرات خلال السنوات الماضية . وقال الصريطي إن المجتمع المصري – رغم ما تعرض له من تغيرات – سيظل متماسكا وقويا وقادرا على مواجهة أية تحديات, لما يمتلكه من موروث ثقافي وفني يحفظ له خصوصيته وتفرده, مضيفا "على الدولة أن تولي اهتماما أكبر بالفن والثقافة , لكونهما يشكلان خط الدفاع الأول عن الأمة, ويمكنهما أن يبددا الجهل والظلامية والتخلف" . كما شارك في الاحتفالية الشاعر الكبير الدكتور أحمد تيمور بكلمة شكر للصريطي , وألقى قصيدة شعرية عن مصر. من جانبه, أشاد اللواء الدكتور أحمد جاد منصور رئيس أكاديمية الشرطة السابق, بما قدمه الفنان سامح الصريطي من أعمال فنية طوال مسيرته, بما ساهم في إثراء الحياة الفنية والثقافية في مصر . وقال منصور إن الفن والقوى الناعمة ستظل حصنا منيعا للدولة المصرية في مواجهة أي مخاطر, إلى جانب الجيش والشرطة, مؤكدا أن الصريطي قدم أعمالا ساهمت في الإرتقاء بالذوق العام وعززت القيم والمبادىء والتقاليد التي تشكل في مجملها الثقافة المصرية. أما اللواء طارق المهدي محافظ الإسكندرية الأسبق, استعرض مخططات التقسيم التي تواجهها الدول العربية, ونجاح بعض هذه المخططات, وفي المقابل إخفاقها في مصر, وعزا ذلك إلى تماسك المجتمع المصري عبر موروثه الثقافي الممتد منذ الآف السنين, إلى جانب الجيش الوطني والشرطة . وطالب المهدي الفنانين المصريين, بإبراز تضحيات المخلصين في هذا الوطن من خلال الأعمال الفنية المتنوعة, مضيفا : " سامح الصريطي هو فنان مصري أصيل عاش حياته مهموما بقضايا وطنه وأمته, فهو نموذج للمصري المحب لبلده وأرضه وعرضه" . وخلال الحفل , قدمت المطربة الكردية داليان, فقرة غنائية , وقالت إنها تعلمت اللغة العربية من خلال الأغاني والأفلام المصرية القديمة, لافتة إلى أنها تحمل ثقافة مختلفة عن الثقافة المصرية, ولكن الفن المصري استطاع أن يغير فيها, ومن أجله تعلمت لغة مختلفة عن الكردية . وأضافت: " حملت صورة في خيالي لمصر على أساس الفن القديم, ولكن الواقع اختلف بشكل ما, وكمحبة ومشاهدة للسينما والمسرح والأغاني المصرية, لا استطيع الاستمتاع بغير عدد قليل مما يقدم حاليا, واتمني كمحبة للفن المصري أن يعود مثل سابق عهده" .