أكد اللواء دكتور احمد توفيق استاذ ادارة الأزمات بالجامعة الامريكية على أهمية العلاقة بين الامن والإعلام خاصة في الفترة الحالية حيث يبغي الأمن استعادة ثقة الجماهير. وأضاف في محاضرة حول هذا الشأن القاها في معهد الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو إن الهدف الاسمى للشرطة التي تحرص على إبرازه هو كفاءة الخدمات الأمنية وامتياز الأداء والحرص على قضاء مصالح الجماهير والكياسة والامانة والخبرة في المسلك وسرعة المبادرة بتقديم العون ونجدة المواطنين. وأوضح أنه حتى يتم نقل تلك الصورة يجب أن يتم بطريقة دقيقة وبتخطيط سليم وليس بصورة عشوائية غير مدروسة حتى تأتي بنتائجها المرجوة. فيجب أن يقدم الاعلام مخططا صادقا عن الخدمات التي يقدمها جهاز الشرطة وطرق ادائها وكيف يمكن للمواطنين الحصول عليها بسهولة ويسر. ويرى أن الخطط الإعلامية يجب أن تأخذ اتجاهين؛ الأول تسليط الضوء على مبادرات رجال الأمن وحالات مساعدة الجمهور والثاني حث المواطنين على التعاون مع الشرطة والقيام بدور إيجابي ومؤازرتها في مكافحة الجريمة واقرار النظام. ومن شأن ذلك أن يعزز التلاحم والتعاون بين الجماهير والأمن. وأكد أستاذ إدارة الأزمات على أهمية التعاون المتبادل بين وسائل الاعلام والاجهزة الأمنية والذي تبلوره وسائل الإعلام في حرصها على استقصاء المعلومات من مصادرها الأصلية في الأجهزة الأمنية مع الحرص في تناول المعلومات من خارج الأجهزة الأمنية مع مراعاة مناقشة وتحليل المعلومات بما يخدم المجتمع. ويؤكد أنه يجب على الاعلام مراعاة الدواعي الأمنية التي تمنع النشر في بعض الأمور وعندها يجب أن يتحول الخطاب الإعلامي إلى بث الطمأنينة. ومع ذلك يوضح أن ما يطلق عليه البعض"الحرية الإعلامية" يمكن أن يقف عائقا في العلاقة بين الإعلام والأجهزة الأمنية وبخاصة عندما يلخص الإعلام تلك الحرية في مهاجهة الحكومة. كما إن عدم وجود كادر بشري إعلامي قادر على أن يقيم علاقات قوية مع الجهاز الأمني وفي الوقت نفسه يمتلك ثقافة أمنية واسعة من العوائق في التواصل بين الإعلام والأمن. ويرى اللواء أحمد توفيق إنه من أجل تحسين العلاقة بين الأمن والإعلام يجب على الأجهزة الأمنية تنمية الثقة مع وسائل الإعلام عن طريق تقديم معلومات صادقة وفي توقيتات مناسبة وان توفر قنوات التواصل التي تمكن الاعلام من الاتصال الفوري والمباشر مع الأجهزة الأمنية. وشدد على وجوب الا تتهرب الأجهزة الأمنية قدر المستطاع من الإجابة على اي تساؤل. فلا يجب أن يقال "لا تعليق". وفي مرحلة الأزمة يطالب اللواء أحمد توفيق الإعلام بالامتناع عن نشر أي معلومات أو أخبار تتعلق بتفاصيل وأبعاد الأزمات الإرهابية التي قد تؤثر على الخطط الأمنية وعدم اتاحة فرصة الظهور الإعلامي لأي من العناصر الإرهابية الضالعة بشكل مباشر في العمل الإرهابي. كما يطالب الاعلام باطلاق برامج ثقافية توعوية متزامنة مع الحدث الارهابي من أجل تةعية المواطنين بالخطورة المحدقة بهم. وفي الوقت نفسه يشدد أستاذ ادارة الازمات بالجامعة الامريكية على عدم الركون الى حالة الاسترخاء فيما بعد انتهاء الازمة بل يجب الحذر والمتابعة المستمرة وعدم اغفال اي عوامل توتر تكون تحت السطح.