قامت قوات البحريه الايطالية بالتعاون مع قوات حرس السواحل يوم الاثنين الماضي بانتشال 8 جثث من المهاجرين غير الشرعيين الذين لقوا حتفهم في مياه البحر المتوسط امام سواحل روشيلا يونيكا في كالابريل 'جنوب ايطاليا' ويحتمل ان يكون الضحايا من المهاجريين المصريين الذين حاولوا دخول ايطاليا عبر البحر بطرق غير مشروعه . وفي صقلية عثرت قوات حرس السواحل الايطاليه امام ساحل مدينة سيراكوزا علي 16 جثة لمصريين غرقوا في مياه البحر كانو من ضمن 24 مهاجرا غير شرعي مصري علي متن احد المراكب التي ابحرت بهم من ميناء الاسكندريه طبقا لرويات الناجين ولم ينج منهم الا سبع مصريين فقط من ضمنهم طفلين وما زالت قوات الامن الايطالية تجري عمليات مسح علي طول ساحل سيراكوزا ووسط مياة البحر للبحث عن ضحايا اخرين يفترض ان يكونوا قد غرقوا اثناء عملية ابحارهم وسط المياه. وتبين من الفحص الاولي علي جثث الضحايا ان سبب الوفاة هو اسفكسيا الغرق. وكانت العبارة التي كانت تقل المهاجرين طبقا لرواية بعض الناجين من المصريين قد انقلبت بهم بالقرب من السواحل الايطالية الا ان رجال الامن الايطاليين يرون ان هؤلاء الضحايا ربما قد اجبروا علي القفز وسط امواج البحر دون رحمة من قبل عصابات التهريب قبل الوصول الي السواحل الايطاليه . فلم يمر يوم والا وتطالعنا وسائل الاعلام الايطالية ونشرات اخبار التليفزيون علي مشاهد مفزعه وحزينه لجثث ضحايا الحلم المفقود والامل الاليم الذين ينجرفون وراء الوعود المخدوعه المزيفة لهجرتهم لبلاد الغني والمال . واذا بهم لم يجدوا امامهم الا الموت وسط امواج البحر او الضياع والوقوع فريسه في ايدي عصابات تهريب البشر . وقد شهدت سواحل مدن جنوب ايطاليا خلال الايام الاخيره سقوط العديد من الأرواح ضحايا الهجرة غير الشرعيه خصوصا في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وتعددت الروايات المأسوية التي بدأ يرويها الناجون من جحيم الموت الذين ينجرفون وراء الحلم الضائع للسفر الي اوروبا لجمع المال وتحسين مستوي معيشتهم . فلم تكن هذه الأخبار الا جزء بسيط من المأساه المفجعة التي تطلعنا بها كل يوم الصحف الايطالية عن فزاعة رحلات الموت التي يتعرض لها المهاجرون غير الشرعيين الذين يحاولون دخول الاراضي الايطالية عبر البحر فعلي الرغم من سوء الاحوال الجوية التي تشهدها كافة المناطق الساحلية علي شواطي جزيرة صقلية وغيرها من مدن الجنوب الايطالي المطله علي حوض البحر المتوسط الا ان قوات الامن الايطالية قد لاحظ تزايد عدد المراكب المحمله بمئات المهاجريين غير الشرعيين الوافدين من مصر والعراق وغيرها من دول شمال افريقيا يخاطرون بحياتهم أملا للوصول إلي "الجنة الموعودة" في أوروبا.. وعقب علم السفارة المصرية بوقوع الكارثة للمهاجرين غير الشرعيين علي سواحل مدينة سيراكوزا وكالابريا ومسينا بجنوب ايطاليا قام سفير مصر بروما اشرف راشد بعمل غرفة طواريء بمقر السفاره لمتابعة الموقف اولا بأول 24 ساعه تمشيا مع توجيهات السيد وزير الخارجية احمد ابو الغيط لرعاية كافه شئون المصريون بالخارج والتواجد السريع في مواقع الازمات التي يتعرض لها المصريين بالخارج وقد قام اشرف راشد علي الفور بتكليف وفد من اعضاء السفارة المصرية بروما برئاسة قنصل مصر بروما نبيلة مكرم بالسفر الي الجنوب لمتابعة الموقف عن قرب وتقديم كافه المساعدات للناجين من المصريين والتاكد من جنسية الضحايا والتنسيق مع السلطات الايطاليه في تلك المدن لتقديم كافة العون للمهاجرين غير الشرعيين من المصريين الذين كانوا علي متن المراكب التي القت بهم علي سواحل مدن الجنوب وقامت السلطات الايطالية باحتجازهم بمراكز الايواء. وفي نفس الوقت ارتفع عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين لقوا حتفهم يوم الاحد الماضي امام سواحل كالابريا وصقلية الي 25 شخصا ومازال عدد المفقودين غير محدد حتي الآن. واول امس اعترضت شرطة حرس السواحل الايطالية مركبين للمهاجرين غير الشرعيين، الاول كان علي متنه 62 مهاجرا والثاني 47 مهاجرا. ويحذر السفير اشرف راشد الذين ينجرفون وراء الوعود الكذابه ويجازفون بحياتهم في البحر ويلجأون الي طرق غير شرعية من اجل السفر الي ايطاليا بحثا عن العمل بانهم لن يجدوا امامهم الا الضياع وتعريض حياتهم للموت وحتي اذا نجحوا في دخول ايطاليا فلم يجدوا الامان لعدم شرعيتهم في دخول ايطاليا بما يعرضهم للمسائله القانونية والسجن والترحيل الاجباري طبقا للقانون الايطالي. وصرح اشرف راشد ان هناك ابوابا كثيرة شرعية امام الشباب المصري لمن يرغب منهم العمل في ايطاليا طبقا لاحتياجات السوق الايطالي فقد حققت الدبلوماسية المصرية في هذا المسار نجاحا كبيرا مع ايطاليا حيث خصصت ايطاليا اكثر من 2500 فرصة عمل للمصريين في ايطاليا لمواجهة عمليات الهجرة غير الشرعية ومن المنتظر ان يتضاعف هذا العدد خلال الشهور المقبلة. وقد سجلت احصائيات اجهزة الامن الايطاليه انه منذ بداية العام الحالي قد وصل سواحل كالابريا 14 زورقا محملين باكثر من 1500 مهاجر غير شرعي معظمهم من الاكراد والعراقيين والمصريين. كما وصل الي سواحل صقلية في الشهور الثماني الاولي لعام 2007 نحو7230 مهاجرا يمثلون 60 % من اجمالي المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا الي السواحل الايطالية. وقد بلغ اجمالي عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين دخلوا ايطاليا عام 2007عن طريق البحر نحو 12419 مهاجر. وجاء في تقرير وحدة فورتيس الاوربية انه في عام 2007 لقي 500 مهاجر مصرعه في البحر المتوسط، مقابل 302 مهاجر خلال عام 2006 بأكمله. ودعا رئيس الجمهورية الايطالي جورج نابوليتانو الي توحيد الجهود بين ايطاليا والدول الاوربية لحل مشكلات الهجرة غير الشرعيه التي لايمكن لدولة حلها بمفردها. وصرح احد مسئولي الامن الايطاليين ان عمليات الهجرة غير الشرعية الي ايطاليا قد تصاعدت في الآونة الأخيرة، وقد شهدت السواحل الايطالية عشرات القوارب المتهالكة المحمله بمئات المهاجرين غير الشرعيين من دول شمال افريقيا الذين يلقون بأنفسهم في أمواج البحر : أملا في دخول الاراضي الايطاليه للبحث عن العمل. وطبقا لاجهزة الامن الايطاليه ان هناك اكثر من مليون ونصف المليون شخص من دول شمال افريقيا يستعدون للعبور بشكل غير شرعي باتجاه سواحلها وتحاول ايطاليا اشراك الاتحاد الاوروبي وافريقيا في مواجهة هذة المشكله الخطيرة التي تهدد امنها وامن اوروبا. وتسعي الحكومة الايطالية إلي زيادة الاتفاقات الثنائية مع بعض دول حوض البحر المتوسط التي ينطلق منها المهاجريون غير الشرعيين للعمل علي اعادتهم مرة اخري الي بلادهم. وتحاول في الوقت نفسه اشراك الاتحاد الاوروبي بدور اكثر فاعليه وخصوصا علي الصعيد المالي في حماية حدودها البحرية البالغ طولها سبعة الاف كم معتبرة ان هذه الحدود هي حدود الاتحاد الاوروبي.
