في سعي منها لتحقيق تقدم بشأن اتفاق تم التوصل إليه في 31فبراير الذي وافقت بموجبه كوريا الشمالية على التخلي عن برنامجها النووي بدأت أمس ببكين جولة جديدة من المحادثات السداسية حول الملف النووي لكوريا الشمالية بعد الإعلان عن اتفاق حول الإفراج عن الأرصدة المجمدة لبيونغ يانغ في ماكاو، حيث قال مراقبون إن هذه الجولة ستركز على بحث الإجراءات العملية الكفيلة بتذليل العقبات أمام تطبيق الاتفاق، مضيفين أن هذه العقبات تتمثل أساسا في وفاء واشنطن بوعدها بشط كوريا الشمالية من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب وتمكينها من المساعدات الاقتصادية المتفق بشأنها. يأتي ذلك في الوقت الذي توصلت واشنطن وبيونغ يانغ إلى اتفاق للإفراج عن الأرصدة الشمالية التي تجمدها واشنطن، حيث أعلن مساعد وزير الخزانة الأمريكي دانييل غلاسر أمس أن أموال الشمالية المجمدة في بنك بماكاو ستحول إلى بنك صيني وتسلم إلى بيونغ يانغ لاستخدامها لأغراض إنسانية، مؤكدًا للصحفيين إن »الشمالية اقترحت تحويل ال 52 مليون دولار إلى حساب بنكها للتجارة الخارجية في بنك الصين ببكين«، موضحا أن كوريا تعهدت في إطار هذه المحادثات باستعمالها فقط »لأغراض نبيلة« من أجل تحسين مصير الشعب الكوري إنسانيا وتربويا. وكان دبلوماسيون أعلنوا في وقت سابق أمس الاثنين التوصل إلى اتفاق يقضي بالافراج عن أرصدة مالية مجمدة لكورية الشمالية بأحد بنوك مكاو، ما ذلل عقبة رئيسية في طريق المفاوضات. ونقلت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) عن دبلوماسيين كوريين جنوبيين القول إن هناك ثمة مؤشرات على أن كوريا الشمالية تستعد لتفكيك محطة يونغبيون النووية. وكانت بيونغ يانغ قد التزمت طبقا للاتفاقية المذكورة بإغلاق مفاعل يونغبيون النووي في ظرف 06 يوما مقابل الحصول على مساعدات وضمانات أمنية، وأشار مراقبون إلى أن الجولة الحالية ستطالب كوريا الشمالية بإعلان قائمة ببرامجها النووية المعلنة وغير المعلنة، بالإضافة إلى إجراء مناقشة مبدئية للمرحلة القادمة التي ستعقب فترة 06 يوما من الاتفاق المذكور، خاصة أن كوريا الشمالية تلقت وعدا بمساعدات في مجال الطاقة تصل إلى 05 ألف طن من الوقود إذا أغلقت مفاعل يونغبيون خلال ستين يوما من توقيع الاتفاق، وستحصل أيضا على مساعدات اقتصادية قدرها 059 ألف طن من الوقود أو ما يعادل قيمتها، بعد إغلاق المفاعل والسماح بعودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى البلاد. وكانت واشنطن فرضت عقوبات على مصرف بنكو دلتا اجيا في ماكاو عام 5002 للاشتباه بانه كان يقوم بتبييض الاموال لصالح كوريا. وساهمت العقوبات في تخلي كوريا الشمالية سابقا عن اتفاق حول نزع الاسلحة. ورفع هذه العقوبات كان يشكل قسما اساسيا من اتفاق الشهر الماضي الذي ستحصل بموجبه كوريا على مساعدات في مجال الطاقة.