رئيس جامعة كفر الشيخ يشهد فعاليات الدورة الثالثة لتأهيل القيادات الجامعية    محافظ الغربية يتفقد أعمال توريد القمح بشونة كفر الزيات ومطحن العاشر بطنطا    محافظ أسيوط يتفقد المعرض العلمي لوكالة الفضاء المصرية لنماذج أقمار صناعية تعليمية ويشيد بدورها في دعم البحث العلمي والتكنولوجيا    دور شركات التداول في الولوج لعالم التداول لعام 2025    تعرف على محطات الأتوبيس الترددي وأسعار التذاكر وطريقة الحجز    زيلينسكي يعلن الاتفاق مع روسيا على المضي قدما بتبادل الأسرى    صحيفة عبرية: إسرائيل ترفض إرسال وفد للدوحة وتتهم «حماس» بعدم التجاوب    الاتحاد الأوروبي يجهز إجراءات مضادة إذا فشلت محادثات الرسوم الجمركية مع أمريكا    سيحا: الانضمام للأهلي حلم.. وهدفي الآن المشاركة في مونديال الأندية    الثلاثي الذهبي للكاراتيه ينتزع جائزة «جراند وينر» من الاتحاد الدولي    مساعد وزيرة التضامن: نُثمن جهود السلطات السعودية في التنظيم المميز لموسم الحج وبعثة حج الجمعيات خلية نحل    مياه الفيوم تطلق حملات توعية للجزارين والمواطنين بمناسبة عيد الأضحى المبارك    شرح توضيحي للتسجيل والتقديم في رياض الأطفال عبر تعليم القاهرة للعام الدراسي الجديد.. فيديو    رئيس جهاز العاشر من رمضان يتدخل لنقل سائق مصاب في حريق بمحطة وقود إلى مستشفي أهل مصر للحروق    الشروق تحصل على صورة من مذكرة حول شركة ترميم قصر ثقافة الطفل في الأقصر    في رحاب الحرم.. أركان ومناسك الحج من الإحرام إلى الوداع    خالد الجندي: الاستمتاع بنعم الله وتيسير العبادة على النفس من مقاصد الشريعة    وزير الصحة يبحث مع التحالف الصحي الألماني تعزيز الشراكة والاستثمار في القطاع الطبي    بريطانيا: الوضع في غزة يزداد سوءًا.. ونعمل على ضمان وصول المساعدات    عبد الرازق يهنىء القيادة السياسية والشعب المصري بعيد الأضحى    رئيس جامعة بنها: توفير استراحات تراعي كافة فئات الطلاب    أشرف سنجر ل"الساعة 6": مصر تتحمل الكثير من أجل الأمن القومى العربى وفلسطين    أحمد سعد مع سعد الدين الهلالي وخالد الجندي ورمضان عبد الرازق استعدادًا للحج    بعد صدمة الاستبعاد.. محمد شوقي يرفض العمل في الأهلي مجددًا «تفاصيل»    تقدم 19 مستثمراً لشراء أذون خزانة بقيمة 545.5 مليون دولار    هل يجوز إخراج أموال أو لحوم بدلا عن الأضحية؟.. أمين الفتوى يجيب    البحوث الفلكية ل"الساعة 6": نشاط الزلازل داخل مصر ضعيف جدا    وكيل صحة المنوفية تفتح تحقيقا فوريا بسبب الغياب بمستشفى الجراحات المتخصصة    موسم الحج.. متحدث وزارة الصحة: أهم النصائح للحجاج حفاظًا على سلامتهم    تقارير: بي بي سي ألغت مقابلة بين صلاح ولينكر خوفًا من الحديث عن غزة    تقارير: باريس يفتح باب الرحيل أمام كانج لي وجونزالو راموس    يديعوت أحرونوت: وفد إسرائيل لن يذهب إلى الدوحة للتفاوض    تخفي الحقيقة خلف قناع.. 3 أبراج تكذب بشأن مشاعرها    دعاء السادس من ذي الحجة.. اغتنم هذه الأيام المباركة    وزير الثقافة ينفي إغلاق قصور ثقافية: ما أُغلق شقق مستأجرة ولا ضرر على الموظفين    تسرب 27 ألف متر غاز.. لجنة فنية: مقاول الواحات لم ينسق مع الجهات المختصة (خاص)    محلل سياسي: انتخاب نافروتسكي رئيسا لبولندا قد ينتهي بانتخابات برلمانية مبكرة    الهيئة العامة للأوقاف بالسعودية تطلق حملتها التوعوية لموسم حج 1446    السجن 3 سنوات لصيدلى بتهمة الاتجار فى الأقراص المخدرة بالإسكندرية.. فيديو    للمشاركة في المونديال.. الوداد المغربي يطلب التعاقد مع لاعب الزمالك رسميا    الرئيس السيسى يستقبل مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية    السيسي: ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    تخريج 100 شركة ناشئة من برنامج «أورانج كورنرز» في دلتا مصر    بوستيكوجلو يطالب توتنهام بعدم الاكتفاء بلقب الدوري الأوروبي    مصمم بوستر "في عز الضهر" يكشف كواليس تصميمه    حزب السادات: فكر الإخوان ظلامي.. و30 يونيو ملحمة شعب وجيش أنقذت مصر    مدير المساحة: افتتاح مشروع حدائق تلال الفسطاط قريبا    "تموين الإسكندرية": توريد 69 ألف طن قمح إلى صوامع الغلال حتى الآن    التضامن الاجتماعي تطلق معسكرات «أنا وبابا» للشيوخ والكهنة    «تعليم الجيزة» : حرمان 4 طلاب من استكمال امتحانات الشهادة الاعدادية    مصادر طبية فلسطينية: 35 قتيلا بنيران إسرائيلية قرب مراكز المساعدات خلال الساعات ال 24 الأخيرة    آن ناصف تكتب: "ريستارت" تجربة كوميدية لتصحيح وعي هوس التريند    تحكي تاريخ المحافظة.. «القليوبية والجامعة» تبحثان إنشاء أول حديقة متحفية وجدارية على نهر النيل ببنها    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر مايو الماضي    «الإصلاح والنهضة»: نطلق سلسلة من الصالونات السياسية لصياغة برنامج انتخابي يعكس أولويات المواطن    عيد الأضحى 2025.. ما موقف المضحي إذا لم يعقد النية للتضحية منذ أول ذي الحجة؟    وزير الصحة: 74% من الوفيات عالميًا بسبب الإصابة بالأمراض غير المعدية    لطيفة توجه رسالة مؤثرة لعلي معلول بعد رحيله عن الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخبارمصر ينشر كلمة الإمام الأكبر بالجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس حكماء المسلمين
نشر في أخبار مصر يوم 21 - 11 - 2015

تنشر "أخبار مصر" نص كلمة الإمام الأكبر إلى العالم في الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس حكماء المسلمين اليوم .

وتضمنت الكلمة "بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الرحمة ورسول السلام محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه..
أيها السادة الفضلاء الأجلاء حكماء المسلمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..،
اسمحوا لي في البداية أن أستهل اجتماعنا هذه المرة، بالتوقف عند مصيبة الإرهاب التي ابتلى بها العالم كله الآن، ووصل إلى أماكن وبلدان بعيدةٍ، ما كنا نظن أن يصل إليها، لقد طال الإرهاب الأسود لبنان العروبة والتعايش، وطال في الأسبوع الماضي العاصمة الفرنسية باريس، مدينة العلم والثقافة، واغتال من أبنائها وبناتها ما يزيد على المِئة من القتلى والضحايا، وأصاب مئات أخرى من خيرة شبابهم ومواطنيهم، كثير منهم حبيس حالات حرجة تتأرجح بين الحياة والموت، ولنا أن نتخيل كم من الأسر الفرنسية الآن تبدل حالها من أمن وسلام واستقرار، وأنس بالحياة، وأمل متوثب دومًا نحو غد أفضل؛ تبدل كل ذلك، وفي غمضة عين، إلى ما يشبه حياة الجحيم والأسى والحزن المقيم، والبؤس المخيم على الأسر والبيوت والنساء والأطفال .. ولم يكن لأي من هؤلاء الأبرياء يدان فيما حاق بهم من مصائب وكوارث وموت وخراب ديار.
وما إن بدأنا نفيق من كارثة باريس، حتى جاءت كارثة جمهورية مالي، وقتل عدد من الرهائن المحتجزين في باماكو، والله وحده الذي يعلم إلى أين يتجه مستقبل البشرية القريب مع عصابات الموت، ومقاولي الشر، وسماسرة الدماء ..
وكنا نظن أن ما حاق بنا، نحن العرب والمسلمين، في الشرق من آثار الدَّمار الذي طال البشر والحجر هو نهاية المأساة، وأن تدمير دول عربية وإسلامية بأسرها على رؤوس أهليها وتشريدَهم وهَيَمانهم على وجوههم في القفار والبحار، هو كل ما تخبئه لنا الليالي والأيام. لكنا فوجئنا به يتمدد غربًا وشمالاً وجنوبًا،
كما تمدد شرقًا من قبل؛ ولعله بات الآن من المحتم أن نعلم أن الإرهاب هو أولاً وأخيرًا – اعتقادٌ وفكرٌ، بل لعلِّي لا أجاوز الحقيقة لو قلت: إنه عند معتنقيه فلسفة حياة، يهون من أجلها الموت والانتحار، وإنه ليس إفرازًا لدِين سماوي أيًا كان هذا الدِّين، بل هو مرضٌ فكريٌ ونفسِيٌ يبحث دائما عن مبرِّرات وُجُودِه في متشابهات نصوص الأديان وتأويل المؤولِّين ونظرات المفسِّرين، ويُثبِتُ التاريخُ والواقعُ المعاصر أيضًا أن بواعث الإرهاب ليست قصرًا على الانحراف بالأديان نحو فُهومٍ مغشوشةٍ مُدلّسة، بل كثيرًا ما خرج الإرهاب من عباءة مذاهب اجتماعية واقتصادية بل وسياسية، وراح ضحية الصراع والحروب من هذه المذاهب والفلسفات المادية -التي لا تمت للدين بأدنى سبب – الآلاف بل الملايين من الضحايا والأبرياء ..
والدرس الذي يجب أن يعيه الجميع، وبخاصة في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم، أن الإرهاب لا دِينَ له، ولا هوية له، ومن الظلم البين، بل من التحيز الفاضح، نسبة ما يَحدُث الآن من جرائم التفجير والتدمير التي استشرت هنا أو هناك، إلى الإسلام، لمجرد أن مرتكبيها يطلقون حناجرهم بصيحة "الله أكبر" وهم يقترفون فظائعهم التي تقشعر منها الأبدان ..
ونحن هنا في مجلس الحكماء وفي الأزهر الشريف إذ نواسي أسر الضحايا في أوروبا وإفريقيا ونشاطرهم الأسى والألم؛ فإننا ننتظر من الجميع – وعلى رأسهم المفكرون والمثقفون والسياسيون ورجال الأديان – ألا يصرفهم هول هذه الصدمات عن واجب الإنصاف والموضوعية ووضع الأمور في موضعها الصحيح فيما يتعلق بالفصل التام بين الإسلام ومبادئه وثقافته وحضارته، وبين قلة قليلة لا تمثل رقمًا واحدًا صحيحًا في النسبة إلى مجموع المسلمين المسالمين المنفتحين على الناس في كل ربوع الدنيا، وقد مررنا نحن المسلمين ولا زلنا نمر بأضعاف أضعاف هذه الهجمات الإرهابية التي شنتها علينا جيوش وعصابات اتخذت من الأديان رداءً وستارًا . وسالت منا دماء لم تتوقف حتى هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليكم.
ولم يحدث أن اختلط الأمر في أذهان المسلمين بين هذه الجرائم وبين الأديان التي ارتكبت باسمها هذه الجرائم .. وعلى الذين أقدموا على ارتكاب جريمة حرق المصحف وحرق بيوت الله في الغرب أن يعلموا أن هذه الأفعالَ هي -الأخرى-إرهاب بكل المقاييس، بل هي وقود للفكر الإرهابي الذي نعاني منه، فلا تردوا على الإرهاب بإرهاب مماثِل، وليس من المنتظر أبدا ممن يزعمون التحضر والتقدم إهانة مقدسات الآخرين على مرأى ومسمع من الناس.
السادة الحكماء!
آن الأوان أن نتحمل هذا العبء الذي يزداد يومًا بعد يوم، فهذا قدركم وقدرنا جميعًا، وقد باتت مهمتنا بالغة التعقيد، ومتعددة الأبعاد: وأصبح من الواجب المتعين علينا أن نسير في اتجاه إطفاء الحرائق وردم بؤر التوتر في عالمنا العربي والإسلامي.
ولعل وجود الأخ الفاضل وزير الأوقاف الصومالي الأستاذ عبد القادر شيخ علي إبراهيم بيننا اليوم فاتحةُ خير نبدأ بها عملنا من أجل وحدة الشعب الصومالي وخروجه من أزماته التي طالت دون مبرر ولا سبب معقول، ودفع ثمنها البسطاء والفقراء من أبناء هذا الشعب العريق الأصيل، والمؤهل لأن يكون منارة حضارة وتقدم وسلام في القرن الإفريقي.
وثانيًا في اتجاه التصدي للفكر الإرهابي بكافة صوره وأشكاله، ودعوة النخب العربية والإسلامية، كل في مجال تخصصه، لتجفيف ينابيع هذا الفكر من خلال منظومة متكاملة تشمل التعليم والثقافة والشباب والإعلام وخطاب ديني معبر عن حقيقة الإسلام وشريعته.
وثالثًا في محاربة ثقافة الكراهية والحقد، ونشر ثقافة الأخوة والمودة والزمالة العالمية التي دعا إليها شيخ الأزهر الأستاذ محمد مصطفى المراغي في رسالة مشهورة بعث بها إلى مؤتمر علماء الأديان الذي عُقد في لندن عام 1936م من القرن الماضي، وفي هذا المقام يطيب لي أن أوجه الشكر لشابات وشباب علماء الأزهر الذين قادوا قوافل السلام التي بعث بها مجلس الحكماء إلى احدى عشرة عاصمة من عواصم أوروبا وأمريكا وأفريقيا وآسيا.
وسوف يطلق المجلس اليوم إن شاء الله ست عشرة قافلة سلام حول العالم ينشرون ثقافة السلام ويصححون المفاهيم المغلوطة."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.