كشف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أن العملية الارهابية التي وقعت في منطقة برج البراجنة منذ ثلاثة أيام كانت تستهدف مستشفى الرسول الاعظم (مستشفى شيعي) المليء بالمرضى والأهالي والمدنيين لكن الإجراءات الأمنية جعلتهم يغيرون الخطة, فانتظر الانتحاريون ساعة الذروة ونفذوا تفجيري برج البراجنة. وقال المشنوق – في مؤتمر صحفي عقده اليوم – إنه كان من المفترض ان ينفذ العملية 5 انتحاريين, إلا أنه أوضح ان ما أفشلها هو القبض على انتحاري لبناني دخل من سوريا الى لبنان عبر الهرمل بشمال شرق البلاد. وأوضح أن الانتحاريين الخمسة, هم انتحاريا برج البراجنة, والارهابي اللبناني الذي اعتقل في شمال لبنان وانتحاريان لم يدخلا الاراضي اللبنانية. وذكر أن الشبكة الارهابية التي تم كشفها تتألف من 7 سوريين موقوفين ولبنانيين اثنين, أحدهما إنتحاري والآخر من هربهم عبر الحدود, وكان هو أول الخيط. وأشار إلى أن الانتحاريين كانوا يجرون لقاءات مع شخص يدعى "أبو وليد" وهو موجود بمنطقة الرقة السورية. وقال أنه"يمكن أن نكشف عن مهربين آخرين", مشيرا الى ان الانتحاري الذي قبض عليه في طرابلس, حاول أثناء اعتقاله من قبل شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي تفجير نفسه بالعناصر الامنية الا ان عطلا فنيا طرأ على الحزام الناسف. وأشار الى انه "رغم حجم ما حدث في انفجار برج البراجنة, إلا أن البلد بخير لأن الأجهزة الأمنية اللبنانية تعمل على قاعدة وطنية دون أن تنظر الى اي خلاف سياسي بين اللبنانيين, والنموذج الأفضل والجدي والاستثنائي الذي حدث أمس من قبل شعبة المعلومات (جهاز أمني محسوب على تيار المستقبل والطائفة السنية ) بإلقاء القبض على كامل الشبكة الانتحارية والمعاونين لهم خلال 48 ساعة من وقوع الانفجار, رغم الحديث عن محدودية الامكانيات". وأوضح أن "السوريين الموقوفين كان جزء منهم موجود مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين والجزء الآخر بشقة بالاشرفية ببيروت الشرقية كانوا يعملون فيها على تحضير الاحزمة الناسفة. وقال :لا اعتقد ان هناك جهازا بالعالم في هذه اللحظة استطاع أن يحصل على معلومات وينهي التحقيقات ويعتقل المطلوبين بأقل من 48 ساعة .. وأردف قائلا "الأصعب هو عندما تراجع أقوالهم يظهر أن لا قدرة لهم سوى على القتل والانتقام". وأعرب عن أمله ان "يكون هذا الامر فاتحة الخير لحوار سياسي جدي يأخذ بعين الاعتبار حاجة اللبنانيين الى الاستقرار, لأنه مهما "تحدثنا عن غطاء دولي للاستقرار في لبنان فإن هذا الغطاء لا يستمر في نظام فاقد للنصاب الدستوري بغياب رئيس وحكومة أو مجلس نواب لا. وقال أن اللبنانيين أثبتوا أنه لا بيئة حاضنة للارهاب ولا أحد يتجرأ للوقوف حد الارهاب, لأنه ليس من طبيعتنا وديننا أو رغبتنا بالحياة, اللبنانيين يرغبون بالحياة والنجاح". وأضاف أن "ما حدث ببرج البراجنة يجب أن يكون عبرة لنا جميعا, وعلى السياسيين التواضع وأن نهتم بالداخل وأن نبحث عن حلول, مشيرا إلى ان لا لبنان ولا ليبيا على خريطة الاهتمام الدولية. وقال "نأمل أن يكون هذا الوجع بداية طيبة لكل القوى السياسية لاننا نبحث عن الاستقرار وحماية النظام واللبنانيين من هؤلاء التكفيريين المجرمين". من جهة أخرى, دعا وزير الداخلية اللبناني القرى الحدودية اللبنانية القريبة من سوريا إلى الانتباه إلى موضوع التهريب عبر الحدود, محذرا المهربين الذين يسهلون دخول الانتحاريين من أجل المال, من أنهم يسهلون القتل, ومسىوليتهم عن قتل اللبنانيين ليست أقل من مسئولية الانتحاريين". وأوضح ان "كل التهريب الذي يتم ليس هدفه الحياة, هم جزء من تنظيم وتخطيط ورغبة بقتل اللبنانيين تحت شعار مذهبي بغيض, سبق وعانينا مع نفس الحالات من نفس المناطق بتهريب السيارات المفخخة, والتي تفحجرت بالرويس, والان تتكرر بالاشخاص. وكشف أن الجيش اللبناني أعلن عن ضبط 10 سيارات مفخخة, مؤكدا أنه يجب القبض على من يتعاطى بالتزوير والاختام المزورة, ويجب التعاون مع الاجهزة الامنية لحماية كل لبنان". ونوه المشنوق الذي يعد قيادي بتيار المستقبل بدعوة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله " للحوار لتسوية الأزمة السياسية في البلاد.. ووصف هذا الكلام بأنهجدي ومسئول باعتبار أن الطائف هو سقف كل اللقاءات والحوارات السياسية", مشيرا الى أن رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري "تجاوب مع نصرالله وكان ايجابيا ووضع اولويات وهي ليست للخلاف بل قابلة للنقاش والبحث من أجل الوصول الى مزيد من نقاط التلاقي".