قال د .عمار علي حسن أستاذ علم الأجتماع السياسى بجامعة القاهرة إنه علي مدار 15 شهرا منذ ثورة يناير لم تستطع اي من الثلاث قوي :"المؤسسة العسكرية - التيار الاسلامي - التيار المدني"، ازاحة الأخرى ، وعليه فلابد من التفاهم بين التيارات الثلاثة عن طريق وثيقة دستورية ، مؤكدا انه لاتوجد صفقة بين الاخوان والعسكر لعدم التطابق الاستراتيجي في وجهات النظر والخبرة بين الطرفين ولكنه تفاهم تكتيكي لمصلحة الجانبين بمرحلة الانتخابات . وحذر عمار من مخاطر تهدد الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا الى أن اللجنة التأسيسية لاعداد الدستور لم تكتمل ولم تحدد صلاحيات الرئيس الذي سيأتى بعد أيام، منبها الى المخالفات التي يمكن أن يحل بها البرلمان والتى تستوجب من جميع الأطراف التحلي بضبط النفس حتي نعبر هذه الفترة الحرجة. جاء ذلك فى بيان لجامعة عين شمس الأحد حول فعاليات ندوة نظمتها كلية الآداب بعنوان (مستقبل الدولة المدنية بين حكم العسكر وحكم المرشد) برئاسة د. عبد الناصر حسن عميد الكلية . وردا على سؤال حول وجودية الدولة المدنية بين حكم العسكرالحالى والاخوان المسلمين الطامحين للسلطة ،قال د.حسن عمار إن مصر كانت دولة بوليسية وهناك فرق كبير بين البوليسية والأمنية بل إن الدولة الأمنية أفضل لأنها تحافظ على الأمن ،موضحا أن تصفية ذلك يحتاج لوقت كى نصبح دولة ديمقراطية تؤمن بحرية الفرد. واستدرك عمار ،قائلا " لكي لايفهم البعض خطأ اننا ضد الدين ،فإننا نطالب بوثيقة دستورية تحترم مدنية الدولة ودولة القانون وحرية المواطن ، فالشعب لن يقبل بأقل من دولة ديمقراطية تؤمن بحريه الفرد تحت حكم اي شخص بعد ذلك". وأضاف عمار انه لايمكن حدوث نهضة بدون دين ، فمنذ نشأة الدنيا إلى قيام الساعة جميع البشر حتي الملحدين منهم ينظرون للدين علي أنه وسيلة لتهذيب الأخلاق ،ولكن هناك قطاع من الناس يحول الدين إلي تجارة لتحقيق منافع شخصية ، ومن ثم فإن الدين لايجرح مدنية الدولة ولكن أشكال من التدين تجرح مدنية الحكم والثقافة. وعن الوضع بالنسبة لمصر، أشار أستاذ الاجتماع السياسى إلي أن الدين في مصر لم يصل للسلطة المركزية بعكس الجيش الذي تغلغل في الحياة المدنية مثل المؤسسات والشركات التي لها قانون يشبه قانون الجيش ، فمن حق رئيس الشركة أو المؤسسه اصدارأية قرارات وأوامر بدون ضوابط، ومن هنا نحن لا نطالب بعودة الجيش لثكناته فقط بل بتغيير شامل لكل ما نتج عن تدخله فى الحياة المدنية. وفى ختام الندوة ، أكد د.عمار علي حسن أنه ليس قلقاً على مستقبل الثقافة المدنية فى مصر التى تمتاز بالاعتدال والوسطية فى التدين.