تكررت التحذيرات علي لسان المسئولين الباكستانيين الخميس من مغبة أي هجوم يمكن أن تقوم به الولاياتالمتحدة علي منطقة القبائل الباكستانية الشمالية الغربية في إطار الحرب التى تشنها واشنطن ضد ما تسميه بالارهاب. كما حذر المسئولون الباكستانيون من النتائج الوخيمة التى يمكن أن تقود إليها أي هجمات أمريكية علي المنطقة او حتي التلويح بمثل هذه الهجمات. وتأتي هذه التحذيرات في ظل مخاوف من قيام الولاياتالمتحدة بهجمات جوية وصاروخية علي منطقة القبائل الباكستانية الشمالية الغربية انطلاقا من قواعدها في أفغانستان. فمن جانبه حذر مشاهد حسين سيد الامين العام لحزب الرابطة الاسلامية الحاكم من النتائج التى يمكن ان تسفر عن التهديدات الامريكية بشن هجمات علي منطقة القبائل علي الجهود الباكستانية في ميدان الحرب علي الارهاب وقال "إن هذه التهديدات يمكن ان تقوض جهود باكستان في التعامل مع المسلحين في المنطقة". ومن جهته رفض المتحدث العسكري الباكستاني اللواء وحيد أرشد هذه التهديدات أو التلويح بها, مؤكدا أن بلاده لن تسمح لاي جهة مهما كانت ان تنفذ أي عمليات عسكرية علي أراضيها واتهم الولاياتالمتحدة بالفشل في كل من أفغانستان والعراق و"السعي الى نقل هذا الفشل الى باكستان نفسها". وعلي صعيد متصل قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الباكستانية تسنيم أسلم "إن الهجوم الذي قادته الولاياتالمتحدة على العراق كان نقطة تحول في الهجمات الانتحارية في كل من أفغانستانوباكستان حيث لم يكن هذا النوع من الهجمات معروفا او متصورا في المنطقة قبل الهجوم علي العراق". ورفضت المتحدثة الرسمية أي حديث عن السماح لاي قوات اجنبية بتنفيذ عمليات علي الاراضي الباكستانية وقالت "إن باكستان ليست في حاجة الى مساعدة احد في هذا الاطار وان القوات المسلحة الباكستانية قادرة علي تنفيذ كافة العمليات المطلوبة في اطار الحرب علي الارهاب". وأكدت أسلم أن أي هجوم داخل أراضي باكستان سيكون غير مقبول ووصفته بانه سيكون "خطيرا وغير مسئول" مشيرة الى ان باكستان تعمل علي احتواء الإرهاب استجابة لمصالحها الخاصة وأنها لا ترغب في ان يقوض أي عمل متهور هذه الجهود. ووصف محللون سياسيون فى باكستان هذا الموقف الذي تكرر علي لسان عدد كبير من المسئولين الباكستانيين كان علي رأسهم ايضا وزير الخارجية خورشيد محمود قصوري بانه يؤكد رفض باكستان الواضح للسماح بأي عمليات عسكرية أمريكية علي أراضيها سواء بدعوي مطاردة عناصر طالبان أو القاعدة او حتي زعيم القاعدة أسامة بن لادن نفسه. وأشاروا الى أهمية هذه التصريحات في وقت يتعرض فيه الرئيس الباكستاني برويز مشرف لضغوط هائلة من جانب الرئيس الأمريكي جورج بوش لبذل مزيد من الجهود للقضاء علي ميليشيات طالبان الباكستانية في منطقة القبائل. من ناحية أخرى غادر الاف السكان منازلهم في منطقة القبائل واتجهوا الى مناطق امنة لدي أقاربهم في الاقاليم الباكستانية المختلفة وبعيدا عن منطقة القبائل نفسها بعد التوقعات التى سادت المنطقة بقيام الولاياتالمتحدةالامريكية بهجمات صاروخية وغارات جوية علي المنطقة غالبا ما تسفر عن قتل النساء والاطفال والشيوخ كما حدث في غارات سابقة علي المنطقة. كما يتوقع القبليون قيام الجيش الباكستاني بعمليات عسكرية واسعة النطاق في المنطقة تحت وطأة الضغوط الامريكية وللقضاء علي العمليات المسلحة التى تشهدها المنطقة منذ الهجوم علي المسجد الاحمر.