شدد المشاركون فى المؤتمر العلمى الذى نظمته السبت مؤسسة مستشفى سرطان الاطفال 57357 بالتعاون مع مؤسسة "محترفى تنمية الموارد المالية للمنظمات الأهلية" والجمعية المصرية للتمويل الإسلامى حول (مصر ومسارات النهضة، إحياء الوقف الخيرى بمفهوم عصرى), على ضرورة سن قوانين وتشريعات جديدة تساعد فى احياء الوقف الخيرى بما يناسب المرحلة التى تعيشها مصر حاليا وتتطلب إحداث نهضة فى العمل الخيرى والاقتصاد المصرى بشكل عام . شارك فى المؤتمر الذى يستمر على مدى ثلاثة أيام بقاعة المؤتمرا ت بمستشفى 57357 السفير التركى بالقاهرة يرافقه وفد من وزارة الاوقاف التركية, وخبراء ومتخصصين من امريكا وانجلترا والسعودية , ونخبة من رجال الازهر الشريف ووزارة الاوقاف ورجال الاعمال و ممثلى الجمعيات الخيرية والاهلية فى مصر . و شدد الدكتور شريف ابو النجا نائب مدير البحوث والتطوير بمستشفى سرطان الاطفال 57357 على أهمية الوقف كأداة لم تستغل من النظام السابق ويمكن أن يستفيد منها الاقتصاد المصري أقصى استفادة ممكنة تدفع بعجلة التنمية الاقتصادية المصرية . وأشار إلى أن مستشفى 57357 تعد مركزا رائدا للرعاية الصحية المجانية والتدريب والابحاث فى الشرق الاوسط وافريقيا فهى ليست مستشفى بل منظومة متكاملة ومؤسسة شاملة لمكافحة سرطان الاطفال ، موضحا ان المستشفى تم إنشاؤه بتبرعات المصريين بالداخل والخارج ويعتمد على حد كبير على استمرارية هذه التبرعات والمساعدات المالية والعينية المختلفة فى مرحلتى الانشاء والتشغيل. و شهد اليوم الاول من أيام انعقاد مؤتمر (مصر ومسارات النهضة..إحياء الوقف الخيرى بمفهوم عصرى) تأكيد رجال الاعمال والمتخصصين على أهمية الوقف الخيرى فى تمويل مشاريع خدمية لجميع فئات المجتمع بغض النظر عن ديانتهم وطوائفهم المختلفة بما يساعد فى تحقيق العدالة الاجتماعية, والنهوض بالعمل الأهلى ،مشيرين الى دور الوقف الخيرى فى حل المشكلات الإنتاجية والعلمية وتحقيق العدالة الاجتماعية والمقاصد الشرعية له . و طالب منصور عامر مؤسس مجموعة عامر بإعادة النظر فى القوانين المصرية المتعلقة بنظام الاوقاف حيث أن وزارة الاوقاف تقبل التبرعات النقدية فقط وليس اسهم الشركات او الاراضى او العقارات لان القانون المصرى لايسمح بذلك ..مشيرا إلى أن هناك مادتين فى قانون البنوك اذا تم تعديلهما يمكن ان يتغير مفهوم الوقف فى مصر . واستعرض مشروع "الوقف المصرى" الذى تنفذه مؤسسة عامر الخيرية ..مشيرا إلى انه قرر التبرع بثلث املاكه عامة ورأسماله بمجموعة عامر لينشأ وقفا خيريا اطلقه من المملكة المتحدة , وسمى الوقف " بالوقف المصرى " ليكون وقفا لكل المصريين دون تفرقة فجميع الاعمال التى يقوم بها الوقف لاتعرف الفرق بين مسلم ومسيحى او اى نوع من انواع التمييز بين ابناء الوطن،لافتا الى ان القائمين على الوقف المصرى يؤمنوا بان هذه حقوق عليهم للوطن. فيما أكدت عزة قورة رئيس مؤسسة محترفى تنمية الموارد المالية للمنظمات الاهلية الدور العظيم الذى لعبه الوقف الخيرى فى مصر قبل الثورة والذى يلعبه الان فى مختلف دول العالم للنهوض بالعمل الخيرى حتى اصبحت اكبر المنشآت العلمية والطبية والبحثية فى العالم تدار من خلال الاموال الوقفية التى تحقق الاستقرار والاستمرار لهذه المشروعات البناءة التى تسهم فى رفعة شأن بلدانها . و طالب معز الشهدى عضو مجلس ادارة بنك الطعام والشفاء المصرى بسرعة اتخاذ الاجراءات اللازمة وتقديم الحلول لصناع القرار وسن التشريعات لاعادة احياء مفهوم الوقف الخيرى من خلال إيجاد كيان غير حكومى مهمته إحياء الوقف الخيرى بصورة لائقة بالشعب المصرى . وأشار الدكتور هانى البنا مؤسس الإغاثة الإسلامية عبر العالم - التى تأسست منذ 28 عاما فى إنجلترا - إلى تجربة المؤسسة التى تتخذ شكلا جديدا من الأوقاف , وهو وجود مشروع ذو صبغة تجارية لإدارة الوقف , إلا أن كافة أرباحه تتجه لأوجه الإنفاق الخيرية المحددة من قبل الوقف , وهو فرز وإعادة بيع الملابس المستعملة بأسعار زهيدة , مؤكدا أن القانون البريطانى يسمح بهذا النوع من المشروعات الخيرية . و يعقد المؤتمر على مدى ثلاثة ايام سلسلة من الحلقات النقاشية تتناول التوعية بأهمية وتسويق الوقف الخيرى لأهمية دوره فى النهوض بالمجتمع الأهلى والاقتصاد المصرى, وإيضاح كيفية إدارة واستثمار أموال الأوقاف, واحترام دورالدولة فى الرقابة وتشريع القوانين لحماية الأوقاف , واستعراض التجارب الدولية الناجحة فى هذا المجال, والاستفادة من تلك الخبرات واستلهام برامجهم الفعالة, وإلقاء الضوء على دور الإعلام فى إعادة ثقافة الوقف إلى وجدان الشعب المصرى.