آخر تحديث.. سعر اليورو مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 16-5-2024    الانتهاء من تجديد خط الدخول الرئيسي لرافع وادي العرب بأسوان    الأردن: ما يتعرض له «القطاع» لن يمنح المنطقة الاستقرار    البنتاجون: لا نخطط لإرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا    رئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود الفريق البحثي من الجامعات لتطوير لقاح كورونا    كيفية مشاهدة مباراة الزمالك ونهضة بركان بنهائي الكونفدرالية    «التعليم» تشيد ببرنامج «مصر تستطيع»: قدم مراجعات بشكل حرفي وحقق إقبالا غير طبيعي    ثقافة مطروح.. لقاءات عن العمل وإنجازات الدولة وورش حرفية متنوعة    لماذا هدد يوسف زيدان بمغادرة «تكوين» حال مناظرة عبدالله رشدي ل إسلام بحيري ؟    الشباب والرياضة: مشروع قومي لتطوير مدربي منتخبات كرة القدم    الفيوم تستضيف الجلسة ال26 للجنة قطاع العلوم الأساسية على مستوى الجامعات    "التعليم" تعقد ورشة عمل بعنوان "الذكاء الاصطناعي مدخلاً لإعادة هندسة منظومة التعليم"    المؤلف نادر صلاح الدين: عادل إمام لا يتدخل في كتابة السيناريو إلا بطريقة احترافية شديدة    أستاذ قانون دولي: يجب على محكمة العدل إصدار قرار بوقف إطلاق النار في غزة    قصر ثقافة مطروح.. لقاءات عن العمل وإنجازات الدولة وورش حرفية عن النول والمسمار    نتيجة الصف الرابع الابتدائى الترم الثانى.. موعد وطريقة الحصول عليها    لراحة القلب والبال.. أفضل دعاء في يوم الجمعة «اللّهم ارزقني الرضا وراحة البال»    توقيع الكشف الطبي على 1161 مواطنا في قافلة لصحة البحيرة    من المطبخ الإيطالي .. طريقة تحضير عجينة البيتزا المطاطية    أعراض ضربة الشمس، وطرق العلاج في البيت والوقاية    حقيقة إيقاف شهادة 23.5 من بنك مصر بعد قرار التعويم الأخير    خمسة معارض في فعاليات مهرجان ايزيس الدولي لمسرح المرأة (تفاصيل)    فعاليات فنية ل ذوي الاحتياجات الخاصة وسبل تخطي الأزمات ب ثقافة الغربية    الاتحاد يتأهل إلى نهائي المربع الذهبي لكرة السلة    بعد وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية- كيف يسبب السكري الموت؟    جامعة بني سويف من أفضل 400 جامعة عالميا.. والرابعة محليا    بالفيديو.. نصيحة هامة من الشيخ خالد الجندي إلى الأباء والأمهات    إنطلاق المشروع القومي لتطوير مدربي المنتخبات المصرية لكرة القدم NCE    مدفيديف يصف زيارة زيلينسكي إلى خاركوف ب«الوداعية»    في غياب ميسي إنتر ميامي يتعثر بتعادل سلبي أمام أورلاندو سيتي في الدوري الأمريكي    أحلام الشباب في اقتناص ثروات الذكاء الاصطناعي تتحطم على صخرة الجامعات الحكومية    مترو التوفيقية القاهرة.. 5 محطات جديدة تعمل في نقل الركاب    نقابة المهن الموسيقية تنعي زوجة المطرب أحمد عدوية    سكاي: فونيسكا الخيار الأول لخلافة بيولي في ميلان    وزيرا التعليم والأوقاف يصلان مسجد السيدة نفيسة لتشييع جثمان وزير النقل السابق - صور    لجنة مركزية لمعاينة مسطح فضاء لإنهاء إجراءات بناء فرع جامعة الأزهر الجديد في برج العرب    نائب محافظ الجيزة يتابع ميدانيا مشروعات الرصف وتركيب بلاط الإنترلوك بمدينة العياط    «كارثة متوقعة خلال أيام».. العالم الهولندي يحذر من زلازل بقوة 8 درجات قبل نهاية مايو    "الصحة" تنظم فاعلية للاحتفال باليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد .. صور    "هُتك عرضه".. آخر تطورات واقعة تهديد طفل بمقطع فيديو في الشرقية    15 يوما إجازة رسمية بأجر في شهر يونيو المقبل 2024.. (10 فئات محرومة منها)    نجم الأهلي مهدد بالاستبعاد من منتخب مصر (تعرف على السبب)    رسميًا.. إشبيلية يُعلن رحيل أسطورة الفريق «خيسوس نافاس»    إطلاق مبادرة لا للإدمان في أحياء الجيزة    سفير فلسطين في موسكو: الوضع الكارثي في غزة يعيد إلى الأذهان حصار لينينجراد    الخارجية الكورية الجنوبية تعرب عن تمنياتها بالشفاء العاجل لرئيس الوزراء السلوفاكي    هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة بنية واحدة؟.. الإفتاء توضح    ببرنامج "نُوَفّي".. مناقشات بين البنك الأوروبي ووزارة التعاون لدعم آفاق الاستثمار الخاص    بمشاركة مصر والسعودية.. 5 صور من التدريب البحري المشترك (الموج الأحمر- 7)    رئيس جامعة المنيا يبحث مع الجانب الإيطالي تطوير معامل ترميم الآثار بالجامعة لخدمة الباحثين    قرار قضائي جديد بشأن سائق أوبر المتهم بالاعتداء على سيدة التجمع    الطاهري يكشف تفاصيل قمة البحرين: بدء الجلسة الرئيسية في الواحدة والنصف ظهرا    محافظ المنوفية يتفقد أعمال التطوير بكورنيش شبين الكوم الجديد وشنوان    «الداخلية»: ضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العجوزة    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024 عبر بوابة التعليم الأساسي (الموعد والرابط المباشر)    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13166 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عمار علي حسن: إلى أين تتجه مصر؟
نشر في أخبار مصر يوم 27 - 04 - 2012

قبل أن يقره بأيام قليلة أعادت المحكمة الدستورية العليا قانون العزل السياسي الذي شرعه البرلمان إلى حوزة المجلس العسكري لعدم اختصاصها بالبت فيه، لكنها تبقي أمامها دعوى بطلان الانتخابات التي أجريت على أساسها الانتخابات التشريعية، بينما لا تزال القوى السياسية متحيرة في ربط المشير بين انتخابات الرئاسة والانتهاء من إعداد الدستور، الذي لا يبدو أن صناعته وصياغته يسيرة في ظل استمرار الاختلاف والخلاف بين وجهاء السياسة في بلادنا.
وهذا الموقف الملتبس يطرح عدة سيناريوهات على بساط المستقبل المنظور، تتداخل في صناعتها عوامل داخلية وإقليمية ودولية، وتتمثل في الآتي:
1 من المحتمل أن يؤجل المجلس العسكري موعد إجراء الانتخابات الرئاسية متذرعاً بأن القوى السياسية لم تنتهِ بعد من إعداد الدستور. وقياساً على ما سبق فإن المجلس فوَّت موعد خروجه من الحكم المنصوص عليه في الإعلان الدستوري الذي كان مقرراً 30 سبتمبر 2011 بحجة أن الأحزاب لم تفرغ وقتها من إعداد القانون الذي ستجري انتخابات مجلس الشعب على أساسه. ويمكن للمجلس أن يكرر الذريعة ذاتها ولكن هذه المرة بدعوى أن الدستور لم يرَ النور، ولاسيما أنه لا يوجد نص يلزمه بالرحيل، إنما مجرد تعهد شفهي أطلقه تحت ضغط الأحداث المروعة التي شهدها شارع محمد محمود في نوفمبر الماضي.
2 يمكن أن يؤدي الضغط الجماهيري المتواصل ضد المجلس العسكري إلى إجباره على النزول على الجدول الزمني الراهن بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها مع تسليم الرئيس المنتخب الصلاحيات التنفيذية الواردة في الإعلان الدستوري، مثلما قام المجلس العسكري بتسليم الصلاحيات التشريعية إلى مجلس الشعب.
3 إن تسارع القوى السياسية إلى وضع دستور مؤقت، أو إدخال تعديل جوهري على باب نظام الحكم وغيره في دستور 1971، وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، ثم الإمعان والتدقيق في إعداد الدستور الذي يليق بمصر عقب ثورة 25 يناير.
4 هناك السيناريو "شبه المستحيل" وهو أن يختار البرلمان جمعية تأسيسية متوازنة وحقيقية لوضع الدستور تنتهي من صياغته في زمن قياسي، ويكون جاهزاً لإجراء استفتاء عليه قبل الانتخابات الرئاسية ولو بأيام قليلة. لكن أتصور أن المجلس العسكري الذي يملك سلطة دعوة المصريين إلى الاستفتاء قد يتباطأ ويفوِّت هذه الفرصة، إلا هذا السيناريو يبدو غاية في الصعوبة في ظل الخلافات التي لا تزال تحيط بعملية صناعة الدستور.
5 قد تقوم المحكمة الدستورية العليا بإصدار حكم ببطلان الأسس التي تم عليها إجراء الانتخابات التشريعية، الأمر الذي يعرقل عمل البرلمان، وقد يقود إلى حله. وهنا تتوقف عملية صناعة الدستور، ومن ثم تتأجل انتخابات الرئاسة، ويمتد بقاء المجلس العسكري في السلطة.
6 يمكن أن تعي مختلف القوى السياسية هذه الفخاخ المنصوبة لها، وتتصرف بمسؤولية واقتدار، فتتوحد وتغلب المصلحة العامة على مصلحة أي حزب، أو جماعة، أو تنظيم أو فصيل أو تيار، وتضغط في سبيل إجراء انتخابات الرئاسة في موعدها بما يقود إلى خروج المجلس العسكري من الحكم في 30 يونيو، سواء كان الدستور جاهزاً أم لا.
7 قد تجري المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية فقط، دون الثانية، ويكون الإلغاء لأي ظروف سياسية وأمنية، حقيقية أم مصطنعة، سطحية تحملها الدعاية الفجة والصراخ الملتهب أو عميقة جارحة يمكن أن تنطلي على الناس وتقنع قطاعات منهم بالفعل. فها نحن نسمع عن "تهديد بالاغتيال يتلقاه بعض المرشحين"، وتهديد بالنزول إلى الشارع بالملايين تطلقه بعض القوى السياسية، في مقابل "غيظ مكتوم" من المجلس وصل إلى حد قول المشير خلال حضوره المشروع التدريبي (بدر 2) للجيش الثالث الميداني يوم السبت الفائت: "لن يستطيع أحد النيل من معنوياتنا من خلال التطاول على القوات المسلحة. إننا قادرون على الرد على هذه القلة والضرب بيد من حديد، ولكننا لن نسمح بذلك حتى نمر بمصر إلى بر الأمان".
8 تكتمل انتخابات الرئاسة لكن تطرأ ظروف تحول دون تسلم الرئيس السلطة، لأسباب عديدة، بما يفتح الباب أمام بقاء المجلس العسكري في الحكم.
9 قد يصدر حكم بتبرئة مبارك يوم 2 يونيو، فيفور الناس ويثوروا، وينقضوا على كل هذا المسار فيصححونه، وعلى كل ما تعاقب من أخطاء فيصوبونها، وتعود الأفكار والاقتراحات الأولى، التي تم إجهاضها، إلى طرح نفسها من جديد.
10 قد لا يكون استمرار المجلس العسكري في الحكم وفق الإطار القانوني الحالي إنما طبقاً لإطار جديد يفرضه مستغلًا أية ظروف استثنائية تطرأ على الحياة السياسية والاجتماعية. وأتحدث هنا عن "فرض الأحكام العرفية" التي لم يكف تابعون للمجلس عن التلويح بها بين حين وآخر.
وفي الحقيقة أن هناك من يغامر ويقامر بمستقبل البلاد، ويدعو، قاصداً أو مستعجلاً، أو جاهلاً أو راغباً في أي خلاص سريع على حساب مستقبل الوطن، إلى "إعلان الأحكام العرفية" ويطالب ليل نهار المجلس الأعلى للقوات المسلحة باتخاذ هذه الخطوة. وهذا ليس حلاً إلا لمن من مصلحته الذاتية الضيقة أن يعيد مصر آلاف الخطوات إلى الوراء. وبالنسبة للمجلس العسكري فإن الإقدام على هذه الخطوة معناه ثورة عارمة ضده، ربما أكبر بكثير مما يراه الآن. ولذا فلا سبيل أمامه إلا ميلاد الدستور وإجراء انتخابات الرئاسة ومغادرة موقعه السياسي وعودته لدوره الطبيعي والأصلي كقادة للجيش. ولكن هذه "الأمنية" لدى مختلف القوى السياسية لا يمكنها أن تتحقق من تلقاء ذاتها، بل تحتاج إلى ضغط، بعضه سيكون بالتظاهر المباشر في ميادين التحرير، حسب ما هو مرفوع الآن، وبعضه يحتاج إلى تصرف سياسي ذكي وقاطع من برلمان يبدو، حتى الآن، عاجزاً عن إحداث اختراق سياسي حقيقي، ولا يفعل سوى التأثير في الهوامش الباردة.
نقلا عن جريدة الاتحاد الاماراتية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.