قام الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين يرافقه وفد رفيع من الجماعة بزيارة الكنيسة الإنجيلية الثلاثاء في مقرها بالقاهرة. وقال الدكتور محمد بديع في كلمة له: "نشكر الطائفة الإنجيلية وقياداتها لأنهم كانوا أصحاب المبادرة لعقد هذا اللقاء"، مشيرا إلى أن القرآن الكريم حث على التعاون والتقارب بين البشر. وأوضح أن الله سبحانه وتعالى كلفنا بعمارة الأرض ودرء المفاسد، مشيرا إلى أن الأديان جميعًا خرجت من مشكاة واحدة ونفس الوصايا العشر التي وردت في التوراة موجودة في الأديان التالية المسيحية والإسلام. وأضاف بديع أن الله حثنا على إقامة الدين في الأرض وعدم التفرق، مشيرا إلى أننا جربنا الشيوعية وسقطت والرأسمالية ستسقط قريبا ولا يبقى إلا اتباع القيم والأخلاقيات والتعاليم الدينية. ووجه التحية لثورة 25 يناير وإلى أرواح الشهداء ودمائهم الذكية قائلا: "لولا هذه الثورة ما استطعنا أن نعقد مثل هذا الاجتماع". كما قال: "إن ثورة 25 يناير قضت نهائيا على فكرة الحاكم الفرعون ولن يجىء فرعون جديد إلى مصر"، مشيرا إلى أن النظام السابق دأب على الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين والطوائف في بعضها البعض وحتى مشجعي الأندية وبعضهم البعض ظنا منه أن ذلك سيحقق له استقرار واستمرار الحكم ويبعد الناس عن التفكير في العمل السياسي والتغيير. وكان في استقبال المرشد ووفد الجماعة القس الدكتور صفوت البياضي رئيس الطائفة والقس الدكتور اندريا زكي نائب رئيس الطائفة والدكتور رفيق حبيب القيادي بالطائفة ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة ولفيف من قيادات سنودس النيل الانجيلي. وقد ضم وفد الجماعة محمد مهدي عاكف المرشد السابق والدكتور محمود غزلان المتحدث باسم الجماعة والدكتور وليد شلبي سكرتير المرشد والكاتب الصحفي محمد عبدالقدوس.** من جانبه وصف القس الدكتور اندريا زكى نائب رئيس الطائفة الانجيلية زيارة المرشد العام للاخوان المسلمين الدكتور محمد بديع ووفد الجماعة اليوم للكنيسة الانجيلية بأنها زيارة هامة وساهمت فى تعميق التفاهم بين الجانبين حول كثير من القضايا الخاصة بمستقبل مصر خاصة فكرة علاقة الدين بالدولة. وقال القس زكى ,ان الزيارة تم خلالها استكمال النقاش الذى بدأ فى الزيارة السابقة التى قام بها قيادات الكنيسة الانجيلية لمقر جماعة الاخوان المسلمين وتم خلالها التأكيد على دور الدين الهام والمحورى فى حياة المصريين عموما ومن ثم لايمكن استبعاده من كافة انشطة الحياة اليومية للمصريين. وأوضح أنه تم التطرق الى المادة الثانية للدستور والتى تنص على ان مبادىء الشريعة الاسلامية هى مصدر التشريع حيث اكد تمسك الجانب المسيحى ببقاءها , مشيرا إلى أن وفد الجماعة أشار إلى أن مبادىء الشريعة هى مبادىء وقيم انسانية رفيعة تشترك فيها مع بقية الاديان السماوية , كما أنها تكفل لغير المسلمين الاحتكام الى شرائعهم فى الاحوال الشخصية. واضاف القس زكى أن مرشد الاخوان تطرق إلى قضية المواطنة ورفض فكرة التمييز بين المصريين على اساس الدين انطلاقا من القاعدة الاسلامية ان "لهم ما لنا وعليهم ما علينا", كما اتفق الجانبان على أن النصوص الدينية تحتمل اكثر من تفسير وان الواقع الحالى أو الظروف الزمنية عموما تفرض قراءة أو تفسير مختلف للنص الديني يواكب احتياجات المجتمع. وأشار إلى أن المرشد اكد ان الدستور الجديد سيتحدث عن المبادىء الكلية العامة للشريعة , وهو الامر الذى لايحدث أى خلاف فى المجتمع بتنوعه الدينى والثقافى. كما أكد نائب رئيس الطائفة الانجيلية أن اللقاء لم يكن سياسيا, وكان يهدف إلى تبادل الافكار حول المواطنة وعلاقة الاديان ببعضها البعض.