لاشك أن قناة السويس الجديدة تعد ملحمة وطنية تمت بإرادة وبمجهود وبأموال مصرية الإفتتاح بهر العالم كله فكان مشهداً لا ينساه التاريخ ولا ينساة المصريون سواء بالداخل أو بالخارج فجاء فخرا لكل العاملين بالهيئة ولكل إنسان مصري فالمصريون عشوا تلك اللحظة التاريخية التي تأذن ببدء مرحلة جديدة في تاريخ مصر الحديثة بعدما ثبت أمام العالم كله قدرة الإنسان المصري علي صنع المعجزات وتحدي الصعاب وانهاء العمل في المشروع في وقت قياسي أذهل العالم أجمع . هذا المشروع بذل فيه المصريون العاملون في القناة العرق والجهد خلال عام كامل من أجل إنجازه وانجاح المشروع الذي يعد معجزة بكل المقاييس فخر واعتزاز لكل المصريين. موقع "أخبار مصر" www.egynews.net أجرى حواراً خاصاً مع السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق حول ماذا بعد قناة السويس. وإلى نص الحوار. *** كيف ترى قدرة المصريين على إنجاز هذا العمل في وقت قياسي؟ لاشك أن ما حدث هو رسالة للداخل قبل الخارج أن مصر قادرة على مواجهة كل الصعاب وكل التحديات بدقة وبتنفيذ دقيق وبدليل منذ أن بنينا الأهرامات ولا يعرف أحد سر هندسة الهرم الأكبر إلى الآن مروراً بالسد العالي إلى مترو الأنفاق إلى قناة السويس الجديدة إلى شبكة الكهرباء المصرية العالمية كل هذا يدل على قدرة مصر وخبراتها في التعامل مع كل متطلبات العصر الحديث لأن مصر تعمل الآن على تعويض ما فاتها في البرنامج النووي الذي تعطل لأكثر من 30 عاماً وأن نواصل انجازتها في تكنولوجيا الوراثه وأيضاً تكنولوجيا الوراثه التى بها إنجازات مشهودة. *** كيف نستفيد من هذه الأجواء الإبلاشك نحن أمام فرصة ذهبية يجابية في العمل والبناء؟ نحن أمام فرصة ذهبية لن تتكرر فتطوير الممر المائي نفسه سيؤدي إلى تطوير الإمداد والتموين وإصلاح السفن كما سيتم الحاجة إلى صناعة السفن والناقلات وهذا سيلقى إستثمارات على المنطقة في مجالات النقل والمواصلات والإتصالات والموانئ والزراعة والصناعة والسياحة كما ستحتاج المنطقة لخدمة اللوجستيات وصناعة التخزين فكل هذه فرص عمل لابد من إستثمارها في هذه الأجواء التى بدورها ستوفر العديد من فرص العمل لشباب مصر. *** كيف ترى رد فعل الجماعة الإرهابية على هذا الإنجاز؟ هذه جماعة طول عمرها تعمل في السر وفي المرات القليلة التى اتيحت لي الفرصة للحديث مع شباب من هذه الجماعة وجدت أنهم يعزلون أنفسهم عن باقي المجتمع تحت إعتقاد أنهم فصيل مختلف.. لكن التجربة القاسية التى مرت بها مصر خلال فترة عزل مرسي كشفت مآساه هذا النوع من التفكير. *** ولماذا أشتد الهجوم على القناة قبل افتتاحها بأيام؟ دائماً المشروعات الكبرى تكون محل مدح وقدح حتى من يتذكرون وقت إنشاء السد العالي أثيرت مخاوف كثيرة منها حرمان مصر من طمي النيل أو أسماك البحر المتوسط وكل بها انتقادات ما يبررها مثل أي مشروع. إن من يضع القرار يعرف المزايا الكثيرة والمخاطر التى يمكن تخطيها وبالتالي كل ما يتحدثون عنه يجب أن يكون الرد عليهم علمياً وبالأرقام والمستندات وكما يقول "الميه تكذب الغطاس" وبالفعل ظهر نتائج هذا المشروع العظيم وتم افتتاحه بحمد الله. *** من الناحية الإستراتيجية والإقتصادية ما هي المزايا العالمية لهذا المشروع؟ بحكم الموقع والحجم معروف أنها أكبر معبر مائي في العالم ورغم أننا نعلم هذا بعثنا لمدير قناة كيل لسؤاله في شمال المانيا وسألناه فضحك وقال أنا سعيد أن قناة السويس العظيمة تسأل عن قناة كيل المتواضعة التى لا يتعدى إيرادها في السنة 100 مليون دولار مقابل 5 مليار دولار وهذا يدل على أن العالم الخارجي قبل الداخل يقدر تماماً أهمية قناة السويس سواء القديمة أو الجديدة. *** ومتى يتحقق حلم تنفيذ التنمية في محور قناة السويس؟ أنا أتمنى أن تلتفت الحكومة لأهمية هذا المشروع وتضعه في أولوياتها وأنا أثق أن مجرد الإعلان عنه وجدية التوجه لتنفيذه يمكن أن يؤدي إلى جذب إستثمارات خاصة مصرية وأجنبية بلا حدود ومنذ 10 سنوات قال لي رجل أعمال مصري ووطني "إعطونا هذا المشروع وسنتكفل بتنفيذه دون أي تدخل أو تكلفة على الدولة". على الحكومة المصرية أن تهتم بهذا الملف خاصة أول من أقترحه كانت شركة فيات الإيطالية للسيارات بحكم أنه يخدم قطاع النقل بين مصر وإفريقيا ودول الخليج العربي ويمكن للتجارة الأوروبية والإيطالية تحديداً أن تستفيد من ذلك وبالتالي هناك أطرافاً كثيرة سيكون لها استثمارات كبيرة في هذه المنطقة. كيف نستغل النجاح المبهر والإسطوري لحفل إفتتاح القناة الجديدة على المستوى الخارجي؟ الموقع والحدث والمناسبة فرضت نفسها على العالم خاصة وأن الحفل كان بسيطاً ومبهراً لأن البحر المتوسط والأحمر وقناة السويس ونهر النيل كلها مواقع وأسماء لا تحتاج لمزيد من الدعاية لذا ما حدث أعطى رسالة مهمة لكل من يفكر في زيارة هذا البلد للعمل أو السياحة وأن مصر التى نجحت في استضافة رؤساء وكبار مسئولين العالم هي بلد الآمان أكثر من أي مكان آخر رغم كل الظروف الراهنة. *** وماذا يجب على الإعلام الخارجي للترويج لمصر ما بعد قناة السويس؟ الحدث ممتاز وكبير ويسوق نفسه بنفسه لكن فكرة الإعلان والتسويق أصبحت حزمة لها أدواتها وبالطبع سواء عن طريق سفارتنا أو مكاتبنا الإعلامية بالخارج أو وسائل الإعلام من إذاعة وتليفزيون يجب توظيف ذلك بالإتصالات الخارجية لإبراز الحدث والإستفادة منه.