قال اللواء أركان حرب " محمد نجاتي " إن المساعدات الأمريكية لمصر تأتي طبقا لاتفاقية كامب ديفيد للسلام وخسارة أمريكا من قطع هذه المساعدات أكبر من أي خسارة لمصر ، لأن لها مصالح كثيرة في البلاد. وأشار الى عدم تأثر مصر بقطع هذه المساعدات بالقدر الذي تمنى به أمريكا من خسائر ، وأن المصريون يرفضون تدخل منظمات المجتمع المدني في الشؤون المصرية ، منوها أن شباب مصر الواعي رفض تدخل أمريكا في شؤون مصر من خلال المساعدات ومنظمات المجتمع المدني ، وأن أمريكا سعت من قبل إلى تجزئة اليمن والسودان والعراق ولكن لن تستطيع ذلك مع مصر لنسيجها القوي والعميق على مر التاريخ ، وأن على المصريين عدم إعطاء الفرصة للمتربصين بمصر لكسر الأمة عن طريق كسر الأمن والقوات المسلحة . جاء ذلك خلال ندوة عقدت الاثنين بجامعة بني سويف أدارها الدكتور أمين لطفي رئيس الجامعة ،بحضور نواب رئيس الجامعة ، وحاضر فيها لواء دكتور أركان حرب " محمد نجاتي " الأستاذ غير المتفرغ بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ، واللواء دكتور أركان حرب " حمدي بخيت " مستشار مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا ورئيس كرسي إسرائيل بكلية الدفاع الوطني . وأضاف نجاتى أن " الشعب المصري يفعل ما يريد عندما يريد " وأنه هو الذي صنع التاريخ منذ ثورة 1952 حتى ثورة 25 يناير 2011 ، فالأولى كانت ثورة جيش أيدها الشعب ، والثانية كانت ثورة شباب أيدها الشعب وحماها الجيش ، وفي حرب 1956 كان الجيش والشعب يدا واحدة ، وحتى بعد نكسة 1967 وقف الشعب وراء الجيش في أصعب أوقاته ، وتحولت النكسة إلى نصر في أكتوبر 1973 مشيرا إلى أن الإرادة المصرية والفكر المصري هما اللذان صنعا التاريخ . وأشار إلى أنه بعد ثورة 25 يناير تم هدم النظام تماما والذي سارع بالقفز من السفينة التي كان يديرها ، وتسلمها الجيش لإدارة دفة الوطن حتى يصل بها إلى بر الأمان ، لكن المليونيات والمطالب الفئوية والفوضى أربكت الدولة ومع ذلك لم تتوان القوات المسلحة عن عملها ، وظهرت إيجابيات الثورة في انتخابات أول مجلس شعب تتم في مصر الحديثة بنزاهة وشفافية ثم كانت انتخابات مجلس الشورى ، وبعد ذلك ستتم انتخابات الرئاسة ثم الانتقال من الثورة إلى نظام سياسي له أهدافه وأسسه . وأكد نجاتي أنه لابد من إعادة التخطيط لمعالجة الأخطاء السابقة ، وعدم تعميم القضايا الفردية ، وعدم تحويلها إلى رأي عام وعدم الانصياع وراء كل ما يضر بمصلحة مصر العليا ، مشيرا إلى الفترة القادمة دقيقة وهامة ، مشيرا الى أن هناك تيارات متعددة ، تحاول التدخل لتغيير أهداف الثورة ، وتحويلها عن مسارها ، مؤكدا أن هناك الكثيرين ممن لهم مصالح في عدم إستقرار مصر ، مطالبا بتكاتف الشعب مع الجيش للوصول بمصر إلى بر الأمان . وردا على سؤال حول عدم اهتمام المجلس العسكري بالسفن الإيرانية التي تمر محملة بالسلاح لسوريا وعدم إيقافها ، أكد اللواء أركان حرب " محمد نجاتي " أن الدولة لها تعاقداتها واتفاقاتها التي لا تستطيع التنصل منها ،فقناة السويس معبر عالمي متاح لكل الدول طالما كان المرور سلميا ، وإلا تمت الإساءة لمصر بعدم احترامها لاتفاقياتها . من جانبه أكد د. أمين لطفي رئيس جامعة بني سويف على ضرورة توعية الشباب بتداعيات ثورة 25 يناير ، محذرا من الزج بمصر في هذه الفترة الانتقالية الحرجة في أية صراعات داخلية أو خارجية، داعيا الى الحفاظ على نسيجها القوي المتماسك وعدم تمكين الأعداء المتربصين بها من النيل منها أو تفتيتها لمصلحة أي قوى خارجية . وقال اللواء أركان حرب " حمدي بخيت " في محاضرته أن الثورة قامت بعد أن فقد الشعب الثقة في رموز النظام السابق ، والتهميش الذي مارسه ضد الشعب طوال ثلاثين عاما ، والذي كان هدفه إلهاء الشعب ، وتغييبه ، موضحا أن إرادة الأمة قررت التغيير ، وأننا جميعا نسعى للنهوض بمصر ما بعد الثورة ، وليتوجه الجميع إلى عمله " مؤكدا أنه لابد من تطوير وزارة الداخلية لأن الهدف منها في ظل النظام السابق كان الأمن السياسي ، وحماية الطبقة الحاكمة ، أما الآن فيتجه هدفها لتحقيق الأمن الاجتماعي ، وهذا أفضل لارتباطه بالمجتمع ، فمسؤولية الأمن مشتركة بين المواطن والشرطة على حد سواء في شكل جديد ، سيبدو للشعب المصري من خلال منظومة سلوكيات جديدة للشرطة . وردا على سؤال حول مخالفة المجلس العسكري للجدول الزمني في تسليم السلطة لرئيس منتخب بعد ستة أشهر من بداية الثورة وأنه لم يتم الوفاء بهذا الوعد حتى الآن ، أجاب اللواء أركان حرب " حمدي بخيت " بأن المجلس العسكري والقوات المسلحة هي جزء من هذا الشعب ، وكانت الخطة الزمنية مرتبطة بحالة الاستقرار ، وقد تمت إطالة الجدول الزمني نحو تسليم السلطة ، نظرا لحالة عدم الاستقرار ، فالقوات المسلحة لا تمارس السياسة ، وإنما دورها ينحصر في حماية الشرعية وهي مع الثورة والشعب .