يوجه السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية دعوة فى الأسابيع القليلة القادمة إلى مجلس السلم والأمن العربى لعقد أول اجتماع له بعد توقيع جميع الدول العربية على نظام هذا المجلس. ويمثل انعقاد هذا المجلس وشروعه فى الاضطلاع بمسئولياته فى حفظ السلم والأمن العربيين خطوة متقدمة نحو تمكين جامعة الدولة العربية ولأول مرة منذ تأسيسها من التحرك المؤثر لتسوية النزاعات بل والحيلولة دون نشوبها عبر أربع آليات رئيسية:نظام للانذار المبكر هيئة حكماء قوات حفظ سلام وبعثات مراقبين عسكريين ومدنيين ، ويدعم عمل هذه المنظومة المتكاملة بنك معلومات يجرى الآن إنشاؤه لتزويد الآليات الأربع بالمعلومات والبيانات اللازمة لها. وقد ظلت فكرة إنشاء قوات حفظ سلام عربية حلما كبيرا طالما راود العرب أجمعين عقودا طويلة باعتبار أن امتلاك آلية كهذه من شأنه تمكين النظام العربى والعمل الجماعى العربى من التعامل الحاسم مع الأزمات والنزاعات. وكان موسى قد طرح فى عام 2003 فكرة إنشاء مجلس للسلم والأمن العربى ضمن مجموعة مشروعات تطوير منظومة العمل العربى المشترك وبعد ثلاث سنوات من الدراسات السياسية والقانونية المستفيضة وافقت القمة العربية فى الخرطوم عام 2006 على إنشاء مجلس السلم والأمن العربى كجهاز فى إطار منظومة العمل العربى المشترك يعنى بالحفاظ على أمن دول الجامعة وسلامتها الإقليمية واستتباب الأمن والاستقرار فى عموم المنطقة العربية والتسوية السلمية لما قد ينشأ من خلافات بين الدول العربية. ومن أبرز مهام المجلس وضع التدابير الجماعية للتعامل مع أى اعتداء على دولة عربية أو تهديد بالاعتداء عليها وكذلك فى حال تعرض أية دولة عربية لاعتداء أو تهديد بالاعتداء من دولة عربية أخرى وأيضا اقتراح تشكيل قوة حفظ سلام عربية وإدارة عمليات إزالة آثار الكوارث والأزمات والنزاعات. وتحضيرا لانطلاق عمل مجلس السلم والأمن العربى على النحو الفاعل والذى يتناسب مع القيمة التاريخية لهذا الحدث عقد عمرو موسى الأمين العام لجامة الدول العربية اجتماعات مكثفة طيلة الأسبوع الماضى مع الأجهزة السياسية والقانونية والإدارية المعنية فى الجامعة لمراجعة الإجراءات اللازمة لبدء عمل نظام الإنذار المبكر وتشغيل بنك المعلومات اللذين سيزودان المجلس بتقارير حول الأوضاع التى يمكن أن تفضى إلى اندلاع نزاعات وتقديرات لاحتمالات اندلاعها وتصعيدها. وسيطرح موسى على مجلس السلم والأمن العربى فى اجتماعه الأول أسماء بعض الشخصيات العربية البارزة التى ستتألف منها هيئة الحكماء وطبقا للنظام الأساسى للمجلس الذى أقرته قمة الخرطوم يتولى رئيس المجلس والأمين العام اختيار أعضاء هيئة الحكماء وبتشكيل هذه الهيئة تكتمل هيكلية المجلس ويشرع فى الاضطلاع بمهامه. ويتألف المجلس من خمسة وزراء خارجية يمثلون دولة رئاسة مجلس الجامعة على المستوى الوزارى ودولتى رئاسة الدورتين الأسبق ودولتى رئاسة الدورتين اللاحقتين مع الأمين العام للجامعة ويمكن أن تدعى إليه دول عربية أخرى حسب الضرورة. وفى حالة الأزمات والطوارىء يعقد المجلس اجتماعات فورية بطلب من أى من الدول العربية أو من رئيس المجلس أو من الأمين العام أما فى الأحوال العادية فيجتمع المجلس مرتين سنويا .