نبدأ اليوم عاما جديدا.. أدعو الله ان يكون عام البناء والتحدي.. والمصريون قادرون علي ذلك.. قادرون علي بناء مجتمع جديد قائم علي الحرية والعدالة الاجتماعية.. قائم علي توزيع عادل للثروة.. قائم علي توفير لقمة الخبز لكل محتاج.. قائم علي المواطنة الكاملة لكل مصري ينتمي الي تراب هذا الوطن الغالي الذي أبهر العالم منذ اكثر من 7 آلاف عام.. وطن ينهب ويخرب ويدمر ومازال قائما.. يرفع رأسه! المصريون قادرون بإذن الله تعالي علي التحدي.. تحدي كل من يريد الشر بمصر.. تحدي كل من يريد ان ينتقص من قدرها ومن شعبها النادر الوجود.. تحدي من يريد العبث بمقدراتها.. تحدي من يريد العودة للوراء الي عهود الظلم والفساد.. ولكي نبني مصر يجب أن نتوافق.. يجب ان ننأي بأنفسنا عن اقصاء أي طرف أو تيار او فكر او طائفة.. لايمكن ان يبني مصر فئة او اتجاه واحد.. لأن في ذلك اقصاء للآخر.. وايضا تكريس للدكتاتورية التي ثار عليها الشعب في 52 يناير. واذا كانت جماعة الاخوان المسلمين قد حظيت بأغلبية برلمانية.. فإنني علي يقين بأن الاغلبية ستكون للشعب بكل فئاته وطوائفه.. والرأي العام موجود.. وميدان التحرير موجود لاي خروج عن النهج الديمقراطي.. ولست مع الحملة الاعلامية لترويع المصريين والاجانب من حكم التيار الاسلامي.. لان الشعب هو الذي خرج واختار ممثليه في البرلمان.. وهذه لعبة انتخابية لها رجالها ولها من يجيدها ويتفوق فيها.. اما اختيار الشعب المصري لممثليه فيجب ان نتوقف عن توجيه اللوم له بطريق مباشر او غير مباشر عن اختياره. الشعب هو الذي اختار.. والشعب قادر علي اسقاط من لايلبي طموحاته.. او من يتقاعس عن اداء واجبه البرلماني وانا انصح التيار الاسلامي بأن يكون معبرا جيدا عن سماحة الاسلام ووسطيته المشهودة في بلادنا.. وطالما اختلفت الآراء في قضية معينة.. فمن حق المسلم ان يأخذ بالايسر.. اذن لاداعي للتشدد المفرط الممقوت من المسلمين قبل غير المسلمين.. وعلي الاغلبية البرلمانية ان تراعي شعب مصر العريق ذا التقاليد والعادات والسلوك البشري الطبيعي في حياة بسيطة يستوي في ذلك المسلم والمسيحي.. وكلنا ابناء مصر الفرعونية والقبطية والاسلامية... ويجب ان نأخذ من معاملات الرسول محمد صلي الله عليه وسلم الاسوة والقدوة مع الآخر.. وفي نفس الوقت ارجو ان تتوقف التيارات الاخري عن مهاجمة التيار الاسلامي.. وان تضع نصب أعينها بناء المجتمع.. لان البناء لاتبنيه يد واحدة.. بل تبنيه ايادي الناس جميعا. نحتاج الآن الي استكمال مرحلة البناء المؤسسية.. مجلس الشعب ثم الشوري ثم الدستور.. واخيرا رئيس مصر الذي تنتهي معه فترة حكم المجلس الاعلي للقوات المسلحة بعد 6 اشهر من الآن كما وعد المجلس.. والذي يجب ان نوجه له الشكر علي حماية امن الوطن خلال فترة حرجة منذ 28 يناير الماضي حتي الآن.. وان كانت قد مرت عليه فترات صعبة لم يحسن التصرف فيها.. مثل احداث ماسبيرو ومجلس الوزراء.. فإنه اعتذر عنها.. ويحاسب من اخطأ فيها عسكريا.. ويجب ان نلتمس له العذر في انه جيش تربي علي مواجهة الاعداء وقتلهم والدفاع عن حدود مصر.. وأنه ليس مؤهلا لمواجهة مظاهرات المدنيين.. كما أن المواجهة لم تحدث الا مع تخريب متعمد من فئة ضالة لايمكن ان تكون من ثوار 25 يناير.. ولان طبيعة المصريين التسامح.. فإنني ادعو الشعب والجيش الي جلسة مصالحة يتحدث فيها المشير طنطاوي ويقدم بنفسه الاعتذار ويطمئن الناس علي مستقبل مصر.. وهذا التصرف المتوقع هو شيمة القائد الشجاع.. خاصة أن تعامل بعض الافراد خرج عن النص وعن المألوف مع المتظاهرين والمعتصمين. كما أدعو الجهات المعنية وعلي رأسها المجلس الاعلي للقوات المسلحة والنائب العام المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود للاعلان عن المخطط التخريبي الذي يستهدف امن مصر في 25 من يناير الجاري اثناء الاحتفال بعيد تحرير مصر من الديكتاتورية والظلم والفساد.. لايمكن ان يبقي الشعب معلقا علي كلام مرسل!! المصريون يتميزون بالنخوة.. وقادرون علي التحدي لكل قوي الدمار والخراب والتحدي الحقيقي هو بناء مصر المستقبل.. مصر التي ينعم فيها المواطن بالعدالة والحرية.. التي تستوعب شبابها في المشروعات الانتاجية والتي يسعي اليها المستثمر العربي والاجنبي لانه يعلم جيدا أن القرش الذي يستثمره يسترده بعشرة قروش.. والسائح الذي يأتي اليها لينعم بأجمل ايام عمره ويسجل في تاريخه الشخصي أنه زار الاقصر واسوان والاهرامات ورأي ابو الهول.. واستمتع بسماء مصر الصافية وشمسها الدافئة.. وبشعبها الطيب الجميل.. هذه ليست آمالا بعيدة المنال.. انما هي حقيقة نعيشها.. ونريد ان نثمن عليها ونقويها وندعمها.. ولايأتي ذلك الا من خلال نظام مؤسسي ديمقراطي مبني علي اساس مطالب الثوار »حرية.. عدالة اجتماعية.. خبز « بعد أن تم الاطاحة بالنظام الفاسد والحكم الديكتاتوري. ولايقوم ذلك الا من خلال قادة جدد يستلهمون افكار الثورة ويضعون الرؤية المطلوبة لتحديد الاستراتيجية الجديدة لمصر.. وربما تكون حكومة الانقاذ الوطني برئاسة د. كمال الجنزوري قد استطاعت ان تضع يدها علي هذه الرؤية الاستراتيجية اللازمة لبناء مصر.. ومازلت عند رأيي بأن نعطي لها الفرصة.. لعل وعسي! نقلا عن صحيفة الاخبار