هذه الأيام نعيش الذكري رقم 32 لرحيل كوكب الشرق وفي ذكرها يحلو لنا تذكر زمن الفن الجميل بكل أسف وأسي تلك الايام الخوالي التي كانت فيها أم كلثوم هي التي تجمع كل الاذان المصرية و العربية علي صوتها في حفلاتها الشهرية . أم كلثوم تمثل للفن الغنائي ليس فقط الصوت المعجزة ولكن الالتزام الوطني والادبي والسياسي ومواقفها معروفة منذ قيام الثورة حيث تغنت بحال مصر في كل المناسبات الوطنية والسياسية وفي الانتصار والانكسار وبعد الهزيمة كانت رحلاتها إلي كل المحافظات المصرية وفي كل الدول العربية من أجل المساهمة في المجهود الحربي هذا علي المستوي السياسي أما علي الجانب الفكري فلقد كان ضمن مشروعات أم كلثوم ان تغني لكل الشعراء من مختلف الدول العربية ولهذا غنت لجورج جرداق من لبنان هذه ليلتي ومن سوريا لنزار قباني 'أصبح عندي الآن بندقية' ومن السودان للهادي آدم أغدا القاك وحرصت علي ان الاغنيات الثلاث يلحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب وغنت ايضا للأمير عبدالله الفيصل من المملكة العربية السعودية ثورة الشك ومن اجل عينيك والقصيدتان تلحين رياض السنباطي وذلك لانها ارادت أن تقدم رسالة واضحة وهو ما يتوافق مع التوجه السياسي القومي لها وفي تلك السنوات حيث كان البعد العربي هو الهدف ومن ضمن احلام أم كلثوم التي أعلنتها ولكن لم يمهلها القدر لاستكمالها تقديم قصائد لشعراء من الكويت والمغرب والجزائر وتونس والاردن واليمن. تلك هي أم كلثوم التى تجيد اكتشاف الأسرار وبجانبها الفرسان الثلاثة للنغم محمد القصبجي، زكريا أحمد، رياض السنباطي ، بجانب مساهمات اخري للملحنين امثال محمد صبري التجريدي والشيخ ابوالعلا محمد وفريد غصن بالاضافة الى استعانتها بشباب الجيل من الملحنيين امثال : بليغ حمدي ومحمد الموجي وكمال الطويل .