في هجوم ارهابي اعاد للاذهان حادث اغتيال القاضي احمد الخازندار في الاربعينيات وفتح مجددا ملف ارهاب الاخوان الاسود واستهدافهم للقضاة ورجال القانون، استشهد صباح اليوم الاثنين 29 يونيو النائب العام المستشار هشام بركات في تفجير قنبلة كانت مزروعة اسفل سيارة اثناء مرور موكبة بمنطقة مصر الجديدة اثناء توجهه من منزله لمقر عمله ليستشهد عن عمر يناهز 65 عاما. تولى المستشار هشام بركات منصبه فى لحظة فارقة كنائب عام بعد مواجهة عاصفة بين القضاء المصري الذي لا يلين وبين القيادة الاخوانية الارهابية التي تزعمها ان ذاك الرئيس المعزول محمد مرسي . كان الرئيس المعزول محمد مرسي قد اصدر، بعد توليه الرئاسة، إعلاناً دستورياً تم بمقتضاه عزل المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام السابق من منصبه، وتعيين المستشار طلعت إبراهيم بدلاً منه. الا ان وكلاء النيابة والقضاة واجهوا ذلك القرار وتصدوا له حتي حكمت محكمة النقض ببطلان هذا التعيين وبعودة عبد المجيد محمود في الثاني من يوليو 2013 .. واستقال عبد المجيد محمود من منصبه فور عودته لوظيفته استشعارا منه للحرج بسبب الخصومة التي اصبحت بينه وبين الاخوان بعد قرارهم عزله. فقام مجلس القضاء الأعلى في الأربعاء 10 يوليو 2013، بالموافقة على ترشيح هشام بركات وتعيينه رسمياً في منصبه، ثم قام بأداء اليمين الدستورية أمام الرئيس المستشار عدلي منصور، ليصبح بذلك هو النائب العام الثالث في مصر بعد ثورة 25 يناير، وهو من القضاة المدافعين على استقلال القضاء المصري. وفي أول تصريحاته الصحفية، أكد بركات أنه سيسعى لإجراء تحقيقات موسعة بمعاونة أعضاء النيابة العامة، من أجل الانتهاء من جميع القضايا المفتوحة، وأضاف أنه سأل الله أن يكون معه في تحمل المسئولية. الا انه حياته انتهت في عمليه ارهابية غادرة لتنتهي قبل ان يشهد اغلاق ملفات الارهاب التي تم فتحها فقد لقي المستشار هشام محمد زكي بركات مصرعه متاثرا بجروحة بعد التفجير الارهابي الذي استهدف موكبه صباح الاثنين اثناء توجهه من منزله لمقر عمله. هشام بركات من مواليد 21 نوفمبر عام 1950 .. تولي منصب النائب العام الحالي في ال 10 من يوليو عام 2013 وكان من المفترض ان يستمر في موقعه حتى عام 2020. تخرج بركات من كلية الحقوق عام 1973 بتقدير جيد جدا ، وتم تعيينه وكيلاً للنائب العام وتدرج بمواقع مختلفة بالعمل في النيابة علي مستوي الجمهورية. ثم انتقل بركات للعمل بسلك القضاء في المحاكم الابتدائية ثم بمحاكم الاستئناف التي تدرج فيها بجميع الدوائر حتي أصبح رئيس محكمة استئناف القاهرة ثم تم انتدابه رئيساً للمكتب الفني والمتابعة بمحكمة استئناف الإسماعيلية وقت نظر قضية محاكمة المتهمين في قضية أحداث ستاد بورسعيد. كما تولى أيضاً قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون، والذين كان من بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي والعشرات من كبار رجال تنظيم الاخوان الارهابي ثم تم انتدابه رئيساً للمكتب الفني بمحكمة استئناف القاهرة. وبعد شهرين من تعيينه وبالتحديد في في سبتمبر 2013، أحال مرسي و14 من أعضاء وقيادات جماعة الإخوان الارهابية إلى محكمة جنايات القاهرة بتهمة التحريض على القتل وأعمال عنف في ما يعرف ب"أحداث الاتحادية" التي وقعت في 5 ديسمبر 2012. وتولى كذلك مجموعة من القضايا من بينها قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون، وأصدر قرارا بإحالة مرسي إلى محكمة الجنايات بتهمة "التخابر مع منظمات أجنبية بغية ارتكاب أعمال إرهابية". كما أصدر قرارا بالتحفظ على أموال عدد من القيادات الاخوانية من بينهم المرشد العام للجماعة محمد بديع ونائبيه خيرت الشاطر ومحمد رشاد بيومي والقيادي بالجماعة محمد عزت إبراهيم والمرشد السابق مهدي عاكف. وكان اخر قرار اصدره بركات قبل يوم واحد من اغتياله قرارا بحظر النشر بالقضية 250 أمن دولة عليا والتي تتعلق باقتحام مقار أمن الدولة في ست محافظات والاستيلاء على وثائق مهمة تضر بالأمن القومي. وكشفت السيرة الذاتية أن هشام بركات كان متزوجا وله ثلاثة أبناء الأولى حاصلة على بكالوريوس تجارة إنجليزى وتعمل بإحدى الشركات، وابنته الثانية رئيسة نيابة إدارية، ونجله الثالث يشغل منصب مدير بإحدى نيابات الإسماعيلية،اما زوجته فكانت قد شغلت منصب وكيل أول بالجهاز المركزى للمحاسبات سابقاً.