لا حديث هذه الأيام سوى عن جلعاد شاليط ذلك الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس منذ خمس سنوات والذي تم الإفراج عنه مقابل صفقة غالية تنفس عبرها 1027 أسيراً فلسطينياً عبير الحرية بينهم 27 أسيرة بعد ولادة متعثرة ومفاوضات عسيرة تبنتها مصر والتي لولاها ما نجحت دون انتظار لشكر من أحد لان هذا هو دورها الرائد والمنوطة به عبر العصور رغم حقد الحاقدين .. وتعمد البعض إهمال هذا الدور العظيم بالرغم من الاعتراف الإسرائيلي الرسمي بالجهد المصري في المكالمة الهاتفية التي أجراها نتنياهو مع المشير طنطاوي حيث قال إن مساعدتكم أدفأت قلب إسرائيل. وكذلك ترحيب حركة عدم الانحياز بالدور المصري وبالرغم من ان الصفقة سترفع الحصار الخانق منذ سنوات عن قطاع غزة. وبغض النظر عن أسرار المفاوضات الماراثونية وانتقاد فتح للصفقة لقبول حماس بمبدأ الابعاد للعشرات من المفرج عنهم وإدراج أسماء البعض ممن اقترب موعد الإفراج عنهم والتخلي عن مسجونين قضوا أكثر من عشرين سنة في السجون الإسرائيلية إلا ان الصفقة غاية في الأهمية ولنأخذ منها الكثير من الدروس خاصة فيما يتعلق بهذا الأسير الذي يساوي وحده ألف أسير وبعث العديد من الرسائل علينا أخذها في الاعتبار أهمها قيمة الفرد في إسرائيل حتى ولو كان عادياً وليس جندياً. فما بال إذا كان ضابطاً أو مسئولاً كبيراً عكس ما يحدث عندنا حيث للأسف لا قيمة للفرد خاصة قبل الثورة حيث كان يستباح دم المصري أو يقع عليه الظلم البين حتى في الدول العربية دون مقابل ولا حتى السؤال عليه. وان حدث استحياء أو بعد ان يتداول اسمه والظلم الواقع عليه عبر وسائل الإعلام فعلى والشواهد كثيرة لا حصر لها. نعود إلى رسائل شاليط والتي فتحت الباب أمام فرص الإفراج عن الجاسوسين الإسرائيليين المحتجزين لدى مصر منذ 12 مايو الماضي وهما ايلان جرابيل وعودة ترابين المتهمين بالتجسس لصالح تل أبيب والتي باتت وشيكة حيث أوردت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية على موقعها الالكتروني ان أجواء تحسن العلاقات مع القاهرة في الآونة الأخيرة على ضوء المساعي المصرية لانجاح صفقة شاليط لفتح الباب بل ويسرع صفقة تبادل الأسيرين مقابل الإفراج عن 81 مصرياً محتجزاً في السجون الإسرائيلية بينهم ثلاثة أطفال تسللوا لإسرائيل خاصة ان القاهرة مستعدة لتلك الصفقة والحقيقة الصفقة مهمة بالنسبة لنا ودليل على عودة الاهتمام بالمصري مثلما كان يحدث في الماضي حيث كان المصري "فرخة بكشك" كان بمثابة الفتى المدلل في كل مكان يحل فيه. بل كان مثار إعجاب وإعزاز وقيمة لا يمكن انكارها وصاحب رصيد كبير وفضل ليس على الدول العربية فحسب وإنما على العالم بأسره تماماً كما يحدث الآن بالنسبة للأمريكيين لان تاريخه يسبقه وشمائله ترفع أسهمه في المحافل الدولية عالياً. صحيح البعض يقارن ما حدث بالنسبة للفلسطينيين بالصفقة المصرية إلا ان هناك فرقاً ولوناً شاسعاً. فالمصري يفاوض دون وسيط لأنه الوحيد الذي تخشاه تل أبيب. وتهابه لجسارته ولبسالته في القتال وجراح أكتوبر لم تجف بعد ولعلمها لولا مساندة واشنطن والغرب على طول الخط لكانوا لقمة سائغة في فم المقاتل المصري. كما ان المصري صاحب حضارة وتاريخ وعلى يديه تحطمت أساطير المغول والتتار والرومان بل كان السبب في زوال شمس العثمانيين الذين دوخوا الغرب واسألوا محمد علي وابنه إبراهيم باشا. ولا ننكر أيضاً أهمية تبادل الأسرى ومشروعيتها في تاريخ الحروب خاصة عندما تكون من منطلق القوة. والدليل الاعتذار الرسمي الإسرائيلي لمصر مؤخراً لمصرع ستة جنود على الحدود. وهذه أول مرة تعتذر فيها إسرائيل لدولة لعلمها بأن مصر تغيرت بعد الثورة ولخوفها من المارد الذي خرج من القمقم. هنيئاً للفلسطينيين الصفقة التي مسحت دموع أسر هؤلاء الأسرى وهنيئاً لمصر لعودتها إلى الساحة الدولية بقوة لمسناها بعد الثورة أكثر والتي نريد الحفاظ عليها والتمسك بمكاسبها رغم محاولات النيل منها وشكراً على رسائل شاليط غير المباشرة والتي كشفت الكثير من الحقائق الغائبة عن أذهاننا أهمها دور مصر المؤثر والقوي والذي نفخر به رغم محاولات سحب البساط من تحت أقدامها مهما كانت التنازلات ومحاولات الارتماء في أحضان اليهود والأمريكان بشكل مفضوح. عملاً بمنطق المصالح والنفعية بغض النظر عما يترتب على ذلك من انتقاص هيبة تلك الدول والتي أقول لها في النهاية لن تجدوا أدفأ من الحضن المصري ولا أحن من سليل الفراعنة وانه عليكم كعرب ان تقفوا بجوار أم الدنيا وكبيرة العرب. واعلموا انكم لن تكبروا إلا بها وبدونها لن تكونوا رقماً في المعادلة الدولية. وتذكروا ماضيها ولاحظوا مستقبلها المقبلة عليه والذي سيغير التاريخ كما غيره في الماضي. .. وأخيراً: * ارفع رأسك فأنت مصري .. نقولها الآن بكل فخر. * مازال في السجون الإسرائيلية حوالي خمسة آلاف أسير فلسطيني في انتظار الفرج! * يقولون ان هناك مؤامرة للوبي الصهيوني داخل الكونجرس الأمريكي لتقسيم مصر إلى دويلات.. ونرد عليهم بمقولة.. مصر في رباط إلى يوم الدين. * عضو بالأمن القومي الإيراني قال إن طهران باستطاعتها احتلال السعودية إذا أرادت.. نشوف! * رئيسة دولة سويسرا متفائلة بمستقبل الديمقراطية في مصر ونحن أيضاً. * الإعلان عن أول نهر في الصحراء الغربية يبدأ من النيجر ويمر عبر تشاد وليبيا أول الغيث قطرة! * معقولة: ثروة علاء وجمال مبارك 2 مليار جنيه وسالم 24 ملياراً..! * فلول الوطني.. مصرون على العكننة.. ولكن الذنب مش ذنبهم.. الدور على الذي فتح لهم الباب للترشح.! * كل مرة يزداد إعجابي بمستشفي جراحات اليوم الواحد بالمعادي الجديدة.. فمازال يحتفظ بنظافته وكفاءته وحسن استقباله للمرضى.. وهذا بفضل مديره الكفء د. إيهاب والذي نريده الاستمرار في هذا النهج للحفاظ على هذا الصرح. نقلا عن جريدة الجمهورية