قال مسؤول حكومي ان السودان سيسقط لفترة مؤقتة الضرائب والرسوم الجمركية على عدد من السلع الغذائية الاساسية لمواجهة تضخم متسارع بعدما ظهرت دعوة نادرة لمقاطعة اللحوم لارتفاع الاسعار. ويتعرض السودان لازمة اقتصادية اذ تجاوز التضخم 21 % في أغسطس/ اب 2011 ، وارتفع مستوى البطالة علاوة على الحظر التجاري الامريكي المفروض منذ فترة طويلة. وهبط الجنيه السوداني الى مستوى منخفض جديد الاسبوع الماضي اذ واجه المستوردون صعوبة في الحصول على الدولار. ودعت الجمعية السودانية لحماية المستهلك الى مقاطعة اللحوم هذا الاسبوع للاحتجاج على ارتفاع أسعار الغذاء، وتناقصت أعداد الزبائن لدى العديد من الجزارين في العاصمة الخرطوم بنسبة كبيرة خلال الايام القليلة الماضية. وقال محافظ الخرطوم عبد الرحمن الخضر للصحفيين الثلاثاء انه لكي تعزز الحكومة المعروض وتخفض الاسعار ستلغي لفترة مؤقتة الضرائب والرسوم الجمركية على 12 سلعة غذائية أساسية مثل العدس واللبن وزيت الطعام. وأضاف أن الحكومة ستشدد الرقابة على الاسواق أيضا، واتهم منظمو حملة المقاطعة بعض التجار بالمغالاة في أسعار اللحوم المنتجة محليا. ويرى محللون ان تضخم أسعار الغذاء قد يذكي المعارضة لدى الشعب الذي يواجه أصلا صعوبات شديدة بسبب البطالة والعملة المحلية التي تم خفض قيمتها ونقص العملة الاجنبية والعقوبات التجارية الامريكية. وفقد السودان 75 % من انتاج النفط في البلاد البالغ 500 ألف برميل يوميا بانفصال جنوب السودان في يوليو/ تموز بعد التصويت لصالح الاستقلال في استفتاء تم الاتفاق على اجرائه بموجب اتفاقية السلام الموقعة عام 2005 . وسيضطر جنوب السودان لدفع رسوم لاستخدام خطوط أنابيب الشمال لنقل نفطه الى السوق. لكن من المرجح أن يحصل السودان على نسبة أقل من ايرادات نفط الجنوب بعدما كان يحصل على 50 % في السابق. ويتوقع محللون ان تراجع ايرادات النفط سيؤدي إلى تفاقم نقص الدولار في الشمال في الاشهر القليلة القادمة.