طرحت سوريا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب مبادرة "لتعزيز الديمقراطية والإصلاح في كل الدول العربية" تدعو هذه الدول لرفع حالات الطوارئ والغاء محاكم امن الدولة إنشاء مجالس للشعب وسن دساتير تضمن حقوق الإنسان والحريات، إلى جانب قوانين تسمح بإنشاء الاحزاب والتظاهر السلمي وحرية الإعلام، وذلك بعد مطالبة الدول العربية لدمشق ب"الوقف الفوري لإراقة الدماء وتنفيذ المبادرة العربية". وقد وجه ممثل سوريا في الجامعة العربية يوسف احمد، انتقادات صريحة لبعض الدول العربية في تعاملها مع الازمة السورية، قبل أن يطرح "مبادرة للجمهورية العربية السورية تتضمن مشروع قرار يصدر عن مجلس جامعة الدول العربية ويعكس رؤية عربية متكاملة تلبي الإرادة المشتركة للشعوب العربية من خلال تبني حزمة من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبما يكفل تعزيز الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ويتصدى لمحاولات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول العربية". وكان المجلس الوزاري العربي أصدر بيانا في ختام اجتماعه الثلاثاء طالب فيه السلطات السورية ب"الوقف الفوري لإراقة الدماء، وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من اعمال العنف والقتل"، واكد البيان ان وقف العنف يتطلب "من القيادة السورية اتخاذ الاجراءات العاجلة لتنفيذ ما وافقت عليه من نقاط اثناء زيارة الامين العام" للجامعة العربية نبيل العربي اليها السبت الماضي والتي عرضها خلالها المبادرة العربية لانهاء الازمة في سوريا. واعتبر احمد أن هذا السعي لإفشال مهمة العربي "حقيقة انعكست من خلال مواقف ممثلي بعض الدول العربية ومن مناخات التفاوض التي سادت اجتماع المجلس والتي تناقضت بشكل فاضح مع المضامين الايجابية لتقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية عن زيارته الأخيرة إلى سورية ولقائه بالرئيس الأسد". واستشهد السفير السوري في هذا الصدد ب"وقائع ثابتة وموثقة حول محاولة بعض الأطراف العربية الرسمية والإعلامية منذ البداية إفشال مهمة أمين عام جامعة الدول العربية وعرقلة زيارته إلى سورية ولقائه بالرئيس الأسد". وكان العربي زار دمشق الاسبوع الماضي واجرى كحتدثات مع الاسد وتم خلالها "الاتفاق على خطوات لتسريع الإصلاحات"، دون ان يتم الإيضاح ما إذا كانت هذه الخطوات هي عبارة عن المبادرة العربية التي حملها العربي للأسد وتتضمن 13 بندا تبدأ بوقف فوري للعنف وتنتهي بانتخابات رئاسية تعددية بنهاية ولاية الاسد الحالية عام 2014، مرورا بحكومة وحدة وطنية ومجلس شعب تعددي ودستور جديد. اقرا ايضا: سفير سوريا: زيارة العربي لدمشق موفقة وفي حدود مهماته ومسئولياته