غابت عروض القمح الأمريكي عن مناقصة شراء طرحتها مصر للمرة الاولى في عام على الاقل بسبب ارتفاع الاسعار الذي نال من الميزة التنافسية لاكبر بلد مصدر للقمح في العالم لصالح القمح الروسي. ويبرز فوز عروض لتوريد قمح من روسيا وقازاخستان بالمناقصة التي طرحتها الهيئة العامة للسلع التموينية عودة موردين من منطقة البحر الاسود للهيمنة على السوق بعد موجة جفاف قاسية في 2010. وهيمنت الولاياتالمتحدة على المبيعات الى مصر حتى بزوغ روسيا كبديل أقل تكلفة قبل ان تستعيد الاولى حصتها في السوق العام الماضي نتيجة للجفاف في روسيا لكنها لم تستطع الاحتفاظ بالسوق مع عودة روسيا الى السوق العالمية لتصدير القمح. وقال شاون مكامبريدج المحلل في جيفيريز باتشي "أدركنا أنه لن تكون لدينا فرصة كبيرة في هذه المناقصة لاننا توقعنا أن تستمر المنافسة القوية من منطقة البحر الاسود". وأضاف "الى أن تظهر علامات على شح في روسيا ومنطقة البحر الاسود بوجه عام سواء من حيث الامدادات أو من الناحية اللوجستية فسننقل تركيزنا الى المناطق التي من المتوقع أن يكون بها طلب وهي حاليا السوق المحلية للقمح الشتوي الاحمر اللين". واشترت مصر -وهي أكبر مستورد للقمح في العالم والتي كانت يوما أكبر مشتر للقمح الامريكي - القمح الروسي الارخص في معظم مناقصاتها الدولية منذ رفعت موسكو في أول يوليو/ تموز حظرا على صادرات الحبوب استمر نحو عام. وكان ارتفاع سعر القمح الامريكي وتكلفة شحنه السبب الرئيسي في تفضيل مصر التي تسعى لترشيد التكاليف قمح البحر الاسود على القمح الامريكي. وقال متعاملون ان أسعار العروض الفائزة في مناقصة الاربعاء تراوحت بين 289.70 دولار و291 دولارا للطن بنظام تسليم ظهر السفينة "فوب" أي أقل من 10 الى 12 دولارا من الاسعار الحالية للقمح الشتوي الاحمر اللين الامريكي للشحن في نوفمبر/ تشرين الثاني في الخليج الامريكي. ومن ناحية أخرى كانت تكلفة شحن القمح من الخليج الامريكي ستزيد 18 دولارا على الاقل عن تكلفة الشحن من روسيا. وحتى أواخر أغسطس/ اب انخفضت مبيعات القمح الامريكي في الموسم الحالي 13 % عن مستواها قبل عام لكنها كانت أعلى من التوقعات للموسم بأكمله. ووفقا لاحدث توقعات وزارة الزراعة الامريكية ستبلغ صادرات القمح 29.94 مليون طن في 2011-2012 بانخفاض 14.6 % عن مستواها في 2010-2011 حين غابت روسيا عن المنافسة نتيجة الحظر على صادرات الحبوب. ومن المتوقع أن تنخفض بشدة صادرات القمح الشتوي الاحمر اللين وهو النوع الذي عادة ما تفضله الهيئة العامة للسلع التموينية بمصر اذ تفوقت حوافز شراء وتخزين القمح الشتوي الاحمر اللين على حوافز بيعه في سوق التصدير. وتشير التكهنات الى بلوغ صادرات القمح الشتوي الاحمر اللين 3.4 مليون طن في 2011-2012 أي أقل من 12 % من اجمالي صادرات القمح الامريكي انخفاضا من نحو 20 % قبل ثلاث سنوات.