توقعت دراسات أمريكية مختصة، أن يشهد موسم القمح الأمريكي هذا العام محصولاً قياسياً، بعدما عمد عدد كبير من المزارعين الأمريكيين إلى تخصيص أراضيهم لزراعته مدفوعين بالارتفاع الكبير المتوقع في الأسعار، على خلفية الطلب المتزايد على الحبوب لإنتاج وقود الإيثانول. وقد أكد تقرير صادر عن وحدة الدراسات الاقتصادية بوزارة الزراعة الأمريكية هذه التوقعات، كاشفاً أن مجموعة من العوامل تضافرت هذا العام لتسجيل موسم لم يسبق له مثيل من حيث الحجم والأسعار بتاريخ البلاد. وأظهرت الدراسة أن الطلب على القمح تزايد هذا العام بشكل رئيسي، بسبب موجة الجفاف التي ضربت الأراضي العام الماضي، مما شكل ضغطاً كبيراً على احتياطي الحبوب الأمريكي إلى جانب تراجع موجة الحميات الغذائية التي تستبعد الخبز من قوائم طعامها. كما أشار التقرير إلى أن عدداً كبيراً من مربي الماشية يبحثون حالياً عن مواد جديدة لاستخدامها علفاً لحيواناتهم هذا الموسم، مع الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار القمح في الأسواق، علماً أنهم كانوا يعتزمون استخدام هذه المادة كبديل عن الذرة التي باتت "الذهب الزراعي" الجديد. ولفتت وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن سعر كيلو القمح الواحد (يوازي ثمانية غالونات) سيبلغ 4.30 دولاراًَ، بفارق بسيط عن أعلى سعر وصلت إليه هذه المادة وهو 4.55 دولاراًَ عام 1995 - 1996 وذلك بالرغم من أن محصول هذا العام أضخم بكثير من محصول السنوات الماضية في أمريكا والعالم. وكان مزارعو الولاياتالمتحدة قد عمدوا إلى مضاعفة الأراضي الزراعية المخصصة للقمح الخريف الماضي، بعدما بلغت الأسعار حداً غير مسبوق في تلك الفترة وفقاًَ للأسوشيتد برس. وقد خصصت مساحة 3.5 ملايين إيكر إضافي لزراعة القمح الشتوي، أضيفت إلى المساحات الشاسعة التي أُعيد زراعتها هذا العام بعدما حالت موجات الجفاف دون ذلك العام الماضي، مما سيرفع إجمالي الأراضي الزراعية المخصصة للقمح هذا الموسم إلى 60 مليون إيك