وعد الرئيس الأميركي جورج بوش بإضافة 600 مليون دولار للمساعدات العسكرية التي تتلقاها اسرائيل كل عام. ونقل بوش هذا القرار لرئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت خلال استقباله في البيت الابيض. وبذلك يرتفع حجم المساعدات العسكرية لإسرائيل لتصل الى حوالي 3 مليارات دولار في العام بحلول عام 2009. وقالت النسخة العبرية للموقع الالكتروني لصحيفة «هارتس» الاسرائيلية التي كشفت المعلومات أن بوش ابدى تفهماً كبيراً لحاجة اسرائيل لتغطية النفقات الناجمة عن أنشطتها العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة واستعداداتها لمواجهة التحديات الخارجية. واضاف نحيما شترسلر المعلق الاقتصادي للصحيفة أن السرعة التي استجاب بها بوش لطلب اولمرت تدلل على أنه «الأكثر صداقة» لإسرائيل من بين الرؤساء الأميركيين، مشيرة الى أنه بخلاف الانطباع الذي سيحاول اولمرت اعطاءه، فأن سخاء الرئيس بوش يرجع الى ايمانه بضرورة تقوية وتعزيز أمن إسرائيل وليس الى قدرات أولمرت السياسية والدبلوماسية في الإقناع. وأوضحت الصحيفة أن قرار بوش جاء رغم قيام اولمرت برفض الاقتراح الذي تقدمت به وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خلال لقائهما، بالتوصل لاتفاق اطار لحل القضية الفلسطينية. ومن المعطيات التي جعلت بوش يستجيب بسرعة لطلب أولمرت حسب الصحيفة تتعلق بالنفقات الأمنية الناجمة عن عمليات المقاومة الفلسطينية. واشارت الى التكلفة الباهظة الناجمة عن قيام الجيش الاسرائيلي بمحاولة تفادي اسقاط صواريخ القسام التي تطلقها حركات المقاومة من قطاع غزة على البلدات اليهودية في منطقة النقب الغربي. وأشارت الصحيفة الى أن كل صاروخ من صواريخ القسام يكلف حركات المقاومة مبلغ 300 دولار، في حين أن اسرائيل تستثمر مبلغ 100 ألف دولار في محاولة لإسقاطه، باستخدام التقنيات المتقدمة من دون أن تحقق نجاحا يذكر في هذا المجال. وشددت الصحيفة على أن هذا المبلغ لا يشمل التكلفة الناجمة عن الأموال التي تستثمر في تحصين البلدت الواقعة في محيط القطاع، وتحديداً بلدة سديروت، الى ما تتكبده الخزانة الاسرائيلية من القوانين التي تمرر لصالح المستوطنين في النقب، مثل اعتبار هذه البلدات من مناطق التطوير «أ»، التي تقدم الحكومة لها سلسلة من التسهيلات والإعفاءات الضريبية الى جانب الاستثمار الكبير في مجال البنى التحتية. وأضافت الصحيفة أن الزيادة في المساعدات العسكرية ستوظف لصالح استكمال اقامة مشروع جدار الفصل العنصري الذي تقيمه اسرائيل في قلب الضفة الغربية، وأدى عملياً الى ضم مساحات كبيرة من الضفة الغربية لإسرائيل. وأشارت الى أن تكلفة اقامة هذا المشروع تصل الى 13 مليار شيكل (حوالي ثلاثة مليارات دولار). يذكر إن قيمة المساعدات الأميركية لإسرائيل خلال الفترة (1948-2007) وصلت إلى نحو 98 مليار دولار، منها نحو 60% مساعدات عسكرية، و40% مساعدات اقتصادية. ومن المقدر أن تصل قيمة المساعدات الأميركية الحكومية التراكمية المباشرة لإسرائيل إلى نحو 101 مليار دولار بحلول عام 2008، بينما ستبلغ القيمة التراكمية للمساعدات الأميركية غير المباشرة خلال نفس الفترة نحو 50 مليار دولار. وبالمقارنة مع حجم المساعدات الخارجية السنوية المقدمة من الولاياتالمتحدة إلى العديد من دول العالم، فإن إسرائيل تستحوذ على نحو 25% من إجمالي تلك المساعدات. وغدت المساعدات الاميركية جزءا من البنية الهيكلية للاقتصاد الإسرائيلي الذي تطور منذ عام 1948 وفق نسق يخدم التوجهات الإسرائيلية الإستراتيجية. من ناحية ثانية، ذكرت مصادر فلسطينية أن وزيرة الخارجية الأميركية تنوي زيارة المنطقة في منتصف يوليو (تموز) الجاري، للتباحث مع حكومات المنطقة حول سبل دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ومحاصرة حركة حماس في قطاع غزة. وأشارت المصادر الى ان رايس أبلغت مسؤولين فلسطينيين انها ستحمل العديد من الأفكار لتعزيز الثقة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، من ضمنها الضغط على الجانب الاسرائيلي لمنح تسهيلات حول حركة المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية. واشارت المصادر الى أن رايس ستطالب اسرائيل بتقديم تسهيلات يشعر بها المواطن الفلسطيني بالفارق النوعي في حياته اليومية، من ضمن ذلك ازالة الحواجز وتوقف الاجتياحات الاسرائيلية للمدن والمخيمات الفلسطينية والاستمرار في تحويل الاموال الى الرئاسة الفلسطينية.