ربما تكون الكلبة “لايكا” أول كائن حي يسافر إلى الفضاء ، ولكن لابد أنها فارقت الحياة وهي تنتحب.وعندما أرسل علماء الفضاء السوفييت الكلبة الهجين لايكا إلى الفضاء قبل 50 عاما في الثالث من نوفمبر كانوا يتوقعون أن تعيش عدة أيام ولكن تبين لاحقا أنها لم تبق على قيد الحياة سوى بضع ساعات. وقالت وسائل الاعلام السوفييتية آنذاك إن لايكا ستفارق الحياة بسلام بسبب نقص الأوكسجين بعد عدة أيام من الدوران حول الأرض في كبسولة الفضاء “سبوتنيك 2”. ولكن ذكرى رحلة الكلبة لايكا في الكبسولة المعدنية التي كانت منزلها وقبرها وبلغ عرضها 80 سم ستبقى خالدة في الأذهان. والكلبة لايكا التي يعني اسمها “النابحة” حصلت على بعض الرفاهية في رحلتها إلى الفضاء. فقد كانت الكبسولة الفضائية تحتوي على فتحة صغيرة لاستراق النظر وكان بها أوكسجين وطعام يكفي لسبعة أيام كما كانت مزودة بنظام تبريد رغم أنه فشل في خفض الحرارة المنبعثة من الصاروخ الذي حمل الكبسولة إلى الفضاء ولم ينفصل عنها في المرحلة الثالثة من رحلة الاطلاق. ومثل أجيال البشر الذي تبعوها إلى الفضاء فإن لايكا اجتازت عملية اختيار صارمة وكان أول وأهم معايير الاختيار أن يقل وزنها عن ستة كيلوجرامات ولعدة أشهر قبل عملية الإطلاق اجتازت لايكا وكلبان مرشحان آخران تدريبا يهدف إلى حفاظ هذه الحيوانات على هدوئها في أقفاص ضيقة لمدة ثلاثة أسابيع. واستطاعت لايكا التي كانت تبلغ من العمر عامين التفوق على منافسيها بفضل رباطة جأشها. وقبل ذلك بشهر كان السوفييت قد أذهلوا العالم بإطلاق أول كبسولة من طراز سبوتنيك إلى الفضاء، وهو ما أدخل السرور على الرئيس نيكيتا خروشوف وبقية قادة الكرملين. ولم يهتم قادة الكرملين سوى بالاحتفال بالذكرى الأربعين لثورة أكتوبر/ تشرين الأول البلشفية عن طريق إطلاق الرحلة سبوتنيك 2 وعلى متنها الكلبة لايكا.