فى إطار التواصل فى العلاقات المتينة بين كل من مصر واذربيجان يصل إلى القاهرة فى 6/4 الرئيس إلهام علييف رئيس جمهورية إذربيجان فى أول زيارة رسمية له لمصر ، تستغرق الزيارة يومين يجرى خلالها مع الرئيس حسنى مبارك مباحثات سياسية واقتصادية وثنائية ، تتناول قضايا الشرق الأوسط والمنطقة ، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية ، كما سيتم خلال الزيارة توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بهدف دعم العلاقات بين البلدين . وكان د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء قد استقبل فى الخامس من أبريل الماضى سفير أذربيجان بالقاهرة " فائق بالموروف "مؤكداً أن مصر تعطى هذه الزيارة أهمية خاصة ، نظراً للعلاقات الخاصة التى تربط بين البلدين ، ومن جانبه أكد السفير الأذربيجانى على حرص بلاده على أن تشهد هذه الزيارة انطلاقة جديدة فى العلاقات بين مصر وأذربيجان ، خاصة فى المجالات الاقتصادية ، مُشيراً إلى أنه سيتم خلال هذه الزيارة توقيع اتفاقية لمنع الإزدواج الضريبى والإعفاء الجمركى ، واتفاقية أخرى بين هيئتى الطيران المدنى فى البلدين ، تمهيداً لإمكانية تشغيل خط جوى مباشر بين القاهرة وباكو العاصمة الاذربيجانية. وقد شهدت العلاقات الثنائية بين مصر واذربيجان فى عهد الرئيس الهام علييف طفرة على المستوى السياسى والاقتصادى والثقافى ، كما أنه يولى اهتماماً خاصاً بتطوير العلاقات مع مصر التى كانت من أولى الدول التى اعترفت بدولة أذربيجان بعد استقلالها عن الاتحاد السوفيتى ، وكانت مصر سباقة حيث أقامت مركزاً ثقافياً فى العاصمة باكو لتعليم اللغة العربية يقبل عليه عدد كبير من الشباب الأذربيجانى . وتأتى الزيارة فى إطار رغبة البلدين فى تقوية العلاقات بينهما فى مختلف المجالات ، خاصة المجال الاقتصادى ، حيث سيتم التعاون فى مجالات البترول والغاز والزراعة والاتصالات ، كما سيتم توقيع اتفاقيات تعاون فى مجالات الاقتصاد والثقافة والسياحة والإعلام . ومن هذا المنطلق تلقى السيد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى الديمقراطى دعوة من الرئيس الأذربيجانى إلهام علييف رئيس حزب أذربيجان الجديد لزيارة باكو لبحث سبل دعم وتطوير العلاقات بين الحزبين الحاكمين فى البلدين ، جاء ذلك خلال استقبال الشريف للسفير الأذربيجانى ، وقد وصف السفير علاقات الحزب الوطنى الديمقراطى بحزب أذربيجان الجديد بأنها علاقات متميزة وأن الدعوة تهدف إلى زيادة تنشيط ودعم هذه العلاقات ، خاصة وأنه سيتم خلال زيارة الرئيس الأذربيجانى لمصر التوقيع على 12 اتفاقية لدعم مجالات التعاون فى المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والإعلامية . يشهد هذا العام مرور 15 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وكان ثمرة هذه العلاقات توقيع سبعة بروتوكولات بالقاهرة للتعاون بين البلدين عام 2005 بحضور خمسة وزراء من أذربيجان وفى المجال التعليمى وجود 20 طالباً مصرياً يدرسون فى الجامعات الأذربيجانية برفقة عائلاتهم ، وهو ما يخلق نواة للجالية المصرية فى أذربيجان ، حسب قول السفير الأذربيجانى بالقاهرة ، وكذلك هناك دور كبير يقوم به الأزهر الشريف ، حيث يدرس به 97 طالباً أذربيجانياً هذا العام وسيكون لهم دور كبير فى مجال الدعوة الإسلامية ، ومن هذا المنطلق يستقبل د. محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الرئيس الأذربيجانى إلهام علييف له غداً لبحث التعاون بين البلدين وسبل تطويرها فى المجالات الدينية وأوضاع دارسى أذربيجان فى المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر وإمكانية زيادة المنح الدراسية الممنوحة لهم ، كما يستعرض الجانبان خلال اللقاء نظام الدراسة بالأزهر بمختلف المراحل واهتمامها بنشر الدين الإسلامى والعلوم الشرعية والعلمية فى إطار من الوسطية والاعتدال ، إضافة لاستعراض مختلف القضايا الإسلامية الراهنة التى تهم البلدين . وقد أكد سفير أذربيجان بالقاهرة أن بلاده تفضل منذ عام 2003 إقامة المشروعات الاستراتيجية خاصة فى قطاعات البترول والغاز والمواصلات ، وهو ما أدى إلى زيادة ناتجها القومى إلى 32% وتوفير حوالى 400 ألف فرصة عمل جديدة بعد أن بلغ حجم استثمارات الشركات الدولية فى بلاده إلى 35 مليار دولار ، لذلك فهى تحتاج إلى عمالة كبيرة ومن ثم فإن بلاده ترحب بالعمالة المصرية فى إطار الشركات المصرية التى سيخلق تكثيف تواجدها فى أذربيجان قاعدة كبيرة للعمالة المصرية خصوصاً وأن أذربيجان تسمح للشركات المصرية بالدخول فى المناقصات . وكان وزير الخارجية أحمد أبو الغيط قد اجتمع فى أكتوبر من عام 2005 بالقاهرة مع " المار حمد ياروف " وزير خارجية أذربيجان وبحث معه العلاقات الثنائية والحاجة إلى تعزيز العلاقات التجارية نظراً لأن حجم التبادل التجارى بين البلدين ليس على المستوى المطلوب وأوضح وقتها أبو الغيط التى يمكن أن تجد أسواقاً فى أذربيجان وفى المقابل فإن الكثير من الخبرة من أذربيجان بالذات فى مسائل البترول والطاقة يمكن أن تنقل لمصر . وكانت مصر والدول العربية قد سعت إلى تنشيط اتصالاتها مع دول الكومنولث المستقلة وإقامة سفارات ومراكزثقافية فى أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتى السابق عام 1991 واستقلال جمهورياته التى شكلت فى ديسمبر 1991 رابطة كومنولث الدول المستقلة ولم تكتف مصر بإقامة علاقات دبلوماسية مع هذه الدول ، ولكنها انشأت " الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع دول الكومنولث " ال 11 وهى روسيا – روسياالبيضاء – أوكرانيا – أرمينييا – طاجكستان – أوزبكستان – تركمانستان – موالدافيا – أذربيجان – ميرفيزيا – كازاخستان " ثم اضيف إلى نطاق اختصاص الصندوق البوسنة وألبانيا عام 1995 ثم مقدونيا ومنغوليا عام 1997 . اذربيجان دولة عاصمتها باكو وغالبية سكانها من الشيعة ، حيث يشكلون حوالى 70% من السكان ، أما الباقى فهم من الأحناف والشوافع ويوجد بها أيضاً مذاهب أخرى ولغتها الأذربيجانية وهى الأقرب إلى التركية ، وأذربيجان ظهرت للوجود لفترة عامين فقط بعد الحرب العالمية الأولى قبل أن تعاود روسيا احتلالها ودمجها فيما عُرف فيما بعد بالاتحاد السوفيتى الذى استقلت عنه مرة أخرى عام 1991 ، وتبلغ مساحتها 86.6 ألف كم ، وهى تقع فى الجزء الشرقى لمنطقة ما وراء جبال القوقاز وعدد سكانها 6.303.000 نسمة ، وأرمينيا تحتل إقليم " ناجورنو قرباغ " والذى يشكل 20% من مساحة أذربيجان . 5/5/2007