شدد الدكتور أحمد عمرهاشم -رئيس جامعة الأزهرالأسبق عضو مجمع البحوث الإسلامية- على أهمية تجديد الخطاب الديني ومقابلة الفكر بالفكر والحجة بالحجة باعتبار ذلك الطريقة المثلى لمواجهة حالة الاضطراب والانفلات الأمني الموجودة حاليا في ظل المتغيرات المتلاحقة التي تمر بها البلاد . وقال د.هاشم في حلقة -الاثنين- من برنامج 90 دقيقة على قناة المحور إن العلماء والدعاة عليهم دور فعال في مواجهة الفتنة الطائفية والحد من انتشارها من خلال خطاب دعوى ديني مستنير يقرب وجهات النظر بين جميع الأطراف ، مشددا على أن الإسلام جرم البلطجة والاعتداء على الآخرين حتى ولو كانوا مخالفين في العقيدة، مؤكدا ضرورة قيام هؤلاء الأئمة بغرس القيم السمحة للإسلام في نفوس البشر ليتعايشوا في سلام وأمان من أجل خير الوطن واستقراره . وأشار د. هاشم إلى أن وسائل الإعلام لا تقوم بالدور المنوط بها في إفساح المجال لعلماء الأزهر للقيام بدورهم الحيوي، داعيا الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية لتخصيص فترات وبرامج لبث الأفكار والمبادئ الوسطية بين المشاهدين؛ لأن ذلك من شأنه إصلاحهم داخليا وغرس القيم النبيلة في نفوسهم؛ الأمر الذي قد تعجز عنه القوانين الوضعية والتي قد يهرب منها المجرمون بوسائل ما . وأكد د.هاشم رفض الإسلام لأعمال البلطجة لأنها تروع الآمنين وتخرب اقتصاد البلد، مشيرا إلى أن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- تبرأ من أي شخص يتعرض لشخص آخر حتى وإن كان هذا الشخص كافرا، ونوه الدكتور أحمد عمر هاشم لما حدث في الفترة الأخيرة من مشكلات بين المسلمين والأقباط في صول وإمبابة وغيرهما.. مؤكدا أن الجانبين لم يحالفهما الصواب في معالجة الأزمات والانصياع إلى صوت الحكماء، مشيرا الى أنه قام ومجموعة من علماء مجمع البحوث الإسلامية بالذهاب الى صول بأطفيح وإجراء صلح بين الطرفين . وحول ما حدث في إمبابة بسبب إسلام (عبير) ومن قبلها ( كاميليا ) أوضح د. هاشم أنه كان ينبغي على الأقباط أن يظهروا هذه المرأة التي أشهرت إسلامها فلو تبين صدقها يتسلمها المسلمون وإن تبين أنها ارتدت أو لم تسلم فعلا فلتذهب إلى أهلها من الأقباط .. وفيما يتعلق بالمسلمين أشار عضو مجمع البحوث الإسلامية إلى أنه لا يجب استباق الأحكام والأحداث، وكان الأجدر بهم أن يتريثوا لحين التأكد من صدق إسلامها . أما العنف والتوتر وسفك الدماء فهي أمور لا يقرها شرع أو دين، مؤكدا أنه على الجانبين أن يحكما العقل ويلتزما بالمبادئ السماوية . وبالنسبة لكثرة وتعدد التيارات الإسلامية التي ظهرت مؤخرا أكد د.هاشم أن الأزهر يسعى حثيثا من أجل أن تنضوي كل هذه التيارات تحت مظلة واحدة لتقوية الإسلام بدلا من التفرق والتشرذم، منوها إلى أهمية التفقه في أمور الدين ومعاني القرآن الكريم وفهم الإسلام الصحيح بغية توحيد الرؤية العلمية بين جميع الفرق باعتبارأن العلم الديني من أصل واحد .**