ترى كاتبة مصرية تقوم بتدريس علم اللغة العربية في جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة أن الاقبال على قراءة الادب العربي المترجم الى الانجليزية لايزال ضعيفا في أمريكا رغم ما أدت اليه هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 من فضول الغرب لمعرفة كل ما هو عربي. وقالت ريم بسيوني ان معظم الامريكيين لا يهتمون في هذه الترجمات الا بما يتناول حقوق الانسان المغتصبة والفقر والجنس والفضائح.وان كان الروائي المصري نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل عام 1988 يعد استثناء فهو "معروف جدا في أمريكا ومعظم طلبة اللغة العربية يقرأون أعماله لنفاذها للنفس الانسانية." لكنها تضيف أن الاهتمام باللغة العربية أصبح واضحا منذ هجمات سبتمبر كما تضاعفت الوظائف المطلوبة من مدرسي اللغة العربية هناك. وتدلل على ذلك بأن احدى الجامعات الامريكية كانت تبحث العام الماضي فقط عن أكثر من 25 مدرسا. أما اقبال الامريكيين على قراءة ما يترجم من الادب العربي فهو ضعيف بل "شبه معدوم". ونالت الكاتبة درجة الدكتوراه في علم اللغة الاجتماعي من جامعة اكسفورد البريطانية وصدر لها العام الماضي كتاب عن ازدواجية اللغة في الخطابين السياسي والديني في مصر. وعلى عكس كثير من المصريات بدأت ريم بسيوني كاتبة للرواية مباشرة ولم تنتقل اليها بعد تجارب في القصة القصيرة ففي فترة متقاربة صدرت لها في القاهرة روايتان (رائحة البحر) و(بائع الفستق) التي وصفها الروائي المصري جمال الغيطاني بأنها "قصة حب من أعذب ما قرأت وأكثرها ايلاما." وأضاف الغيطاني قائلا ان المؤلفة "تغوص في العالم الداخلي للانثى التي تعشق وتستسلم للخيال الذي يصبح في حد ذاته محورا لحياتها... تبدو قدرة الكاتبة على تقديم الشخصيات في ايجاز دال ولكنه موح مثل ضربات فرشاة من رسام ماهر." وتتناول الرواية علاقة (وفاء) التي تجسد قيم المحافظة الشرقية بقريبها (أشرف) ممثل الغرب الرأسمالي وقيمه الاستهلاكية. وفي حين تتعلق به وفاء بشكل أقرب الى المثالية وتنتظر أن يبادلها نفس الشعور تعجبه جسارة صحفية شيوعية تبدو أكثر وعيا ويقيم معها علاقة جنسية ثم يتفرقان ويعود الى بريطانيا ثم يفاجأ بزواجها بمثقف عراقي. وقالت المؤلفة انها تعتبر وفاء نموذجا لامرأة تحررت من معتقدات قديمة دون أن تفقد هويتها أما الصحفية الشيوعية فهي اختارت "طريقا صعبا لكنني لا أعتقد أن حرية المرأة تعني بالضرورة الحرية الجنسية" مضيفة أن وفاء تحررت الى حد كبير بفكرها من معتقدات عمتها المتعصبة وخلقت علاقات جديدة مع كل من حولها أما علاقتها بأشرف فلها بعد اخر سياسي أيضا وهو شوق الشرق للغرب الذي لا يأبه به. وأضافت أن الصحفية تستسلم في نهاية الامر للرخاء والرأسمالية ولامريكا "كما يستسلم الجميع لامريكا" وفي أمريكا أيضا يناضل زوجها العراقي (مهند) ضد الطغيان في بلاده. وتابعت أن مهند العراقي "مثال حي لثوري طردته دولته أو اضطر الى الهرب ويعتقد أن الخلاص يأتي على يد أمريكا وأن محاربة الظلم تكون من الخارج وهو مثال لكثيرين عادوا (من الغرب) الى العراق بعد الغزو الامريكي (2003 ) وأصبح لهم نفوذ." وقالت "لاأزال أعتقد أن محاربة الظلم لا تأتي من الخارج أبدا." وأضافت أن مهند هو العربي الذي استسلم لقوى أخرى بسبب معاناته في بلاده وأنها قابلت "الكثير من الشخصيات التي تنتقد بلادا عربية كثيرة في الخارج وفي الجرائد والمجلات الامريكية طمعا في تدخل أمريكا للانقاذ وهذا تفكير ساذج بالطبع."