طرح مقتل أسامة بن لادن على يد وحدات من القوات الأمريكية الخاصة الإثنين الماضى سؤالا هاما لدى طرفى الحرب فى أفغانستان " حركة طالبان , و حلف شمال الأطلنطى " ولكن بصيغ مختلفة , وهو كيف سيؤثر مقتل بن لادن على الصراع حول من يحكم أفغانستان ؟. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد - أن حركة طالبان تجيب على هذا التساؤل من جانبها بأن تمردها لم يكن يعتمد على قيادة بن لادن ومن ثم فإن عناصرها قادرة على إبقاء إرثه النضالى على قيد الحياة بعد مقتله. غير أنه مما لا شك فيه أن الطريقة التى قتل بها زعيم تنظيم القاعدة أثارت المخاوف لدى قادة طالبان بأنهم لن يكونوا بمأمن من الإستهداف فى باكستان. وقالت الصحيفة الاحدان اللغز الذى يواجه الإدارة الأمريكية يكمن فى مدى إعتبار مقتل أسامة بن لادن ضربة قوية للأصوليين فى معركتهم مع الغرب , أو أنه قد يمهد لتتابع المناقشات فى الولاياتالمتحدةالأمريكية حول سرعة سحب واشنطن لقواتها من أفغانستان والذى من المقرر له أن يبدأ خلال الشهورالمقبلة. كما أن مقتل بن لادن , كما تقول الصحيفة, طرح تساؤلات أمام الإدارة الأمريكية لم تتم الإجابة عليها حتى الآن حول إحتمالية أن تشن القاعدة هجمات ضد الغرب إنتقاما لمقتل زعيمها , وأن يكون من الأفضل بقاء الجيش الأمريكى بنفس حجم تواجده فى أفغانستان لمدة أطول , وما إذا كان لدى الجيش الأفغانى القدرة على تولى القيادة فى مناطق الصراع مع عناصر القاعدة بمختلف أنحاء البلاد. وفى هذا الصدد , اضافت الصحيفة , أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما وبعض معاونيه طيلة الأسبوع الماضى أن الهدف من الحرب فى أفغانستان هو القضاء على تنظيم القاعدة وحركة طالبان , فإذا كانت الولاياتالمتحدة أضعفت من قوة تلك التنظيمات فالجيش الأفغانى عليه استكمال المهمة ولا داعى إذن لاستمرار التواجد العسكرى الأمريكى فى البلاد. أما فى أوروبا , حسب الصحيفة, فإن الكثير من القادة الأوروبيين يرون مقتل بن لادن سببا قويا لسحب قواتهم من الحرب فى أفغانستان , والتى كانوا قد وعدوا من قبل بإنهائها تحت أى ظرف خلال السنوات الثلاث القادمة. ولا يختلف الموقف كثيرا فى واشنطن , حيث يرى مسئولون بإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن مقتل أسامة بن لادن منحهم فرصة فريدة لإفقاد قيادة حركة طالبان ثقتها بنفسها وإجبارها على الإنخراط فى المفاوضات السياسية التى لطالما عارضوها من قبل .