قالت الجماعة الرئيسية المعنية بحقوق الإنسان في سوريا إن عدد قتلى الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والمناهضة للرئيس بشار الأسد قد وصل الى 200 قتيلا ودعت جامعة الدول العربية الى فرض عقوبات على النظام الحاكم فى سوريا. وشهدت سوريا وهى أحدث دولة عربية تواجه انتفاضه ضد حكم سلطوي احتجاجات لم يسبق لها مثيل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية حيث يقول شهود إن قوات الأمن قد فتحت النارعلى المتظاهرين فيما تعهدت السلطات السورية بالإصلاح ومحاولات لاسترضاء الأقلية الكردية. ولم تظهر الاحتجاجات أي بادرة على الانحسار بعد لكنها لم تصل حتى الآن الى المستوى الذي شهدته تونس ومصر حيث أطاحت الاحتجاجات برئيسي البلدين. ومن جانبها قالت جماعة إعلان دمشق في رسالة الى الأمين العام لجامعة الدول العربية إن انتفاضة سوريا قد شهدت سقوط 200 شهيدا ومئات المصابين وعدد مماثل من الاعتقالات.وقد أطلق على جماعة إعلان دمشق هذا الاسم استنادا الى وثيقة وقعت عليها في العام 2005 شخصيات بارزة من المجتمع المدني والإسلاميين والليبراليين وتدعو الى إنهاء 41 عاما من حكم أسرة الأسد واستبداله بنظام ديمقراطي.وأضافت الرسالة أن النظام السورى يطلق العنان لقواته كي تحاصر المدن وتروع المدنيين في حين أن المحتجين في كل أنحاء سوريا يرددون دائما أن احتجاجاتهم سلمية. وطلبت الرسالة من الجامعة العربية فرض عقوبات سياسية ودبلوماسية واقتصادية على النظام السوري الذي وصفته بأنه لا يزال الحارس الأمين لإرث الرئيس الراحل حافظ الأسد وذلك في إشارة الى حكم القبضة الحديدية فى سوريا. وطالبت الاحتجاجات - التي اندلعت في مدينة درعا بجنوب سوريا الشهر الماضي قبل أن يتسع نطاقها- بحرية التعبير والتجمع والقضاء على الفساد. من جانبها قالت السلطات السورية إن عصابات مسلحة ومندسين هي المسئولة عن أحداث العنف وإن جنودا من الجيش والشرطة قد لقوا حتفهم أيضا حيث ذكرت وكالة الأنباء السورية أسماء ستة من أفراد الأمن قالت إنهم قتلوا و168 أصيبوا في درعا وضواحي دمشق وحمص واللاذقية. وكان يوم الجمعة الماضي من أكثر الأيام دموية مع اندلاع الاحتجاجات في درعا وهي مدينة زراعية بالقرب من الحدود مع الأردن حيث يستاء العديد من أفراد القبائل السنية من الأموال التي جمعتها الأقلية العلوية وهي الطائفة التي ينتمي لها الرئيس الأسد. وشجبت قوى غربية العنف الذى تستخدمه السلطات السورية ضد المتظاهرين وحثت الأسد على اتخاذ خطوات أسرع نحو تنفيذ إصلاحات جذرية. وكان الرئيس السورى بشار الأسد قد أكد أن الاحتجاجات جزء من مؤامرة خارجية لزرع الفتنة الطائفية فى البلاد.