بالمصادفة وقع في يدي كتاب التاريخ للصف الثالث الأسلوب رديء. وعرض الأحداث لايشجع على القراءة. مثلا: الرئيس محمد نجيب يرد اسمه مرتين: مرة عندما القى أنور السادات خطاب الثورة باسم محمد نجيب. ومرة ثانية يوم إلغاء الملكية في18 يونيو سنة.1953 وبعد ذلك لايظهر اسم محمد نجيب ولاصورته. فماذا حدث له؟ لانعرف. قطعوه.. هرب.. تبخر.. لا أحد يعرف ثم أن احدا لايسأل. فقد جاء في كتب التاريخ ان أول رئيس لمصر هو جمال عبد الناصر. وعندما ينشرون صور الرؤساء ينشرون صور الثلاثة عبد الناصر والسادات ومبارك. أما الرجل الشجاع الذي كان رمزا للثورة فقد عاش ليعذبه عبد الناصر عذابا شديدا. عذبه في شخصه وفي أولاده وزوجته حتى صار الرجل يتمنى الموت. ومات في وسائل الإعلام وفي الكتب. وفي هذه الكتب الصغيرة لم يجد مؤلفوها الحرية في أن يجعلوه حيا وقد أراده عبدالناصر ميتا. وكتب التاريخ جافة خشنة يصعب على التلميذ أن يقرأها وأن يحفظها. لأن التاريخ يجب ان يكون حكاية..قصة.. لها أول وآخر.. ولها حبكة. وكبار المؤرخين اختاروا لأعمالهم كلمة( قصة).. فالمفكر الكبير ديورانت له روائع اسمها(قصة الفلسفة) و(قصة الحضارة).. وهي بالفعل ممتعة أدبية وفلسفية. وهذه درجة رفيعة في كتابة التاريخ.. أما هذا الذي يتعذب به التلاميذ فإلى جانب الكذب والتدليس, فهي كتب رديئة ركيكة.. تجعل التلميذ يكرهها وعندما يكبر فإنه يحتقرها ويتمنى لمؤلفها نهاية محمد نجيب الرئيس الخفي! نقلاً عن صحيفة الأهرام المصرية