هل خطر في بال الأشخاص الذين أهدوا باريس عام 1987 نسخة متطابقة من شعلة تمثال الحرية الموجود في نيويورك، أن هذه المنحوتة الذهبية ستصبح بعد عشر سنوات شاهداً أبكم على مصرع الأميرة البريطانية ديانا سبنسر، وبعد عشرين عاماً مزاراً لمحبيها؟ والحال، فإن الزوار والسياح ظلوا يتوافدون منذ أكثر من اسبوع، بكثافة غير معهودة، على هذه الشعلة المنصوبة عند فوهة نفق جسر «ألما» في باريس، على بعد أمتار من العمود الذي اصطدمت به السيارة التي كانت تقل ديانا وصديقها دودي الفايد ليلة الحادي والثلاثين من آب، أغسطس، عام 1997. وللتعبير عن المحبة والتأثر، يضع الزوار باقات من الزهر عند قاعدة الشعلة بمناسبة الذكرى العاشرة للحادث الذي أودى بحياة ديانا، كما يتركون لافتات صغيرة ورسائل ورسوماً يدوية وشموعا لا تصمد أمام الطقس الاستثنائي العاصف لهذا الصيف. وكان عدد من رجال الأعمال الأميركيين قد أهدوا هذا المجسم الى فرنسا تعبيراً عن الصداقة بين البلدين. وجاءت الهدية رداً، بعد مائة عام، على إهداء فرنسا تمثال الحرية الى أميركا، أثناء الاحتفال بمئوية استقلال الولاياتالمتحدة. ونحت التمثال المنصوب وسط جزيرة الحرية، جنوب حي مانهاتن في نيويورك، الفنان الفرنسي بارتولدي. ومنذ الوفاة المأساوية في باريس للأميرة المنفصلة عن ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، توافقت رغبات محبي ديانا على اعتبار شعلة الحرية رمزاً لها، نظراً لما تمثله من انعتاق وتوهج ولون أشقر. وراحت مواكب السياح تتردد على الموقع لقضاء لحظات من التأمل الحزين. ويقول كريم شغموم، وهو سائق سيارة اجرة يعمل في باريس إن مسافرة انجليزية صعدت الى سيارته من محطة القطار الآتي من لندن، صباح أمس، وطلبت اليه أن يقودها الى «شعلة ديانا»، قبل أن تضع حقيبتها في الفندق.