قال خافير سولانا المنسق الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي انه وللمرة الأولى منذ زمن طويل تلوح في الأفق بوادر أمل التوصل لاتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط. وخاطب سولانا وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ال27 في مدينة بريمن الألمانية قائلا إن "جامعة الدول العربية والحكومة الاسرائيلية تتخذان مواقف أكثر إيجابية". وعلى صعيد متصل ، عبر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي أمس السبت عن دعمهم الكامل للمبادرة العربية للسلام في الشرق الاوسط التي كانت قد اقرت في القمة العربية في بيروت عام 2002 وأعيد طرحها خلال قمة الرياض الأسبوع الماضي والتى تعرض على اسرائيل السلام وإقامة علاقات مقابل الانسحاب الكامل من الاراضي العربية التي احتلتها في حرب 1967 وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ، كما اتفق الوزراء على التعامل مع الأعضاء غير المنتمين لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة مؤكدين سعيهم لبحث سبل إعادة توجيه المساعدات للفلسطينيين نحو بناء المؤسسات والتنمية الاقتصادية خلال محادثات مع وزير المالية سلام فياض. وأعلن مسؤولون اوروبيون اتفاق الوزراء على قيام الاتحاد الاوروبي بالدعوة الى التعاون بين رباعي الوساطة الدولية الذي يضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة وبين الرباعي العربي الذي شكل مؤخرا ويضم المملكة العربية السعودية ومصر والاردن والامارات العربية المتحدة. وصرحت مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي بينيتا فيريرو فالدنر للصحفيين بأن مبادرة السلام العربية و رد الفعل الايجابي الى حد ما لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت تعد أشياءا طيبة للغاية. فيما أكد وزير الخارجية الاسباني ميجيل انخيل موراتينوس فى تصريحاته للصحفيين بأنه لا يجب على المجتمع الدولي أن يهدر تلك الفرصة للسلام . من ناحية أخرى ، لم تبد المستشارة الألمانية انجيلا ميركل -التي وصلت أمس السبت الى اسرائيل قادمة من الأردن -تفاؤلا بامكان احراز تقدم سريع مؤكدة أن الطريق مازال طويلا جدا وصعبا. وكان الاتحاد الاوروبي قد قاطع الحكومة الفلسطينية بزعامة حركة حماس والتي شكلتها في العام الماضي بسبب رفضها الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام السابقة ، كما ضغط الاتحاد من أجل تشكيل حكومة وحدة فلسطينية. فى حين اتفقت الحكومة التي تم تشكيلها هذا الشهر بين حركة فتح بزعامة عباس وحركة حماس على احترام الاتفاقات السابقة لكن حماس تصر على انها لن تعترف بالدولة اليهودية ولن تتخلى عن المقاومة المسلحة . ومن المتوقع ان يتعاون الاتحاد الاوروبي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيري المالية (سلام فياض) والخارجية (زياد ابو عمر) وهما وزيران مستقلان. كما اتفقت دول الاتحاد الاوروبي على الابقاء مرحليا على برنامج البنك الدولي لمساعدة الفلسطينيين الذي بدأ العمل به العام الماضي والذي دفع مئات ملايين الدولارات بمساعدات مباشرة للفلسطينيين دون المرور بالحكومة الفلسطينية التي كانت قد الفتها حماس. يذكر ان اسرائيل التي كانت قد رفضت هذه المبادرة رفضا قاطعا عام 2002، عادت وتكلمت عنها بايجابية في الايام الاخيرة، على الرغم من اصرارها على ان المشكلة الاساسية تكمن في موضوع حق العودة للاجئين الفلسطينيين