هاجم مسلحون من قبيلة المسيرية العربية السودانية مساء الاثنين موكبا جنوبيا عند الحدود بين شمال السودان وجنوبه ما اسفر عن مقتل 10 مدنيين جنوبيين واصابة 18 آخرين، كما اعلن وزير الداخلية السوداني الجنوبي الثلاثاء. وقال الوزير الجنوبي ان "موكبا يضم جنوبيين عائدين من الشمال الى الجنوب تعرض لكمين بالامس (الاثنين) من قبل قبائل المسيرية ما ادى الى مقتل عشرة اشخاص اصابة 18 اخرين بجروح". واوضح المسؤول الجنوبي ان الهجوم وقع على الحدود بين ولاية جنوب كردفان (الشمالية) وبين ولاية بحر الغزال (الجنوبية) مضيفا ان "الموكب كان يضم 30 حافلة وسبع شاحنات. الشاحنات تم نهبها والحافلات عادت الى الشمال". وتابع ان "المهاجمين كانوا على متن ست او سبع آليات وكانوا مسلحين". واضاف الوزير الجنوبي "ان قبائل المسيرية تنتمي الى دولة وهذه الدولة يجب ان تكون مسؤولة عنهم" في اشارة الى حكومة الخرطوم. وكان افراد قبائل المسيرية قاتلوا خلال الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب الى جانب حكومة الخرطوم في اطار ميليشيات كانت تعرف باسم "المرحلين" ثم في اطار الميليشيات المسلحة التي عرفت باسم "قوات الدفاع الشعبي". وتكون السلطات الجنوبية بذلك تتهم حكومة الخرطوم باستخدام قبائل المسيرية لزعزعة الاستقرار في جنوب السودان الذي يواصل سكانه الاقتراع في اطار الاستفتاء الذي يرجح ان يعطيهم الاستقلال. فى الوقت نفسه نفت القوات المسلحة السودانية الاتهامات التي وجهها المجلس التشريعي لابيي بالتورط في المعارك الاخيرة بين المسيرية ودينكا نقوك او حتي تقديم الدعم للمسيرية . وقال المتحدث باسم القوات المسلحة المقدم الصوارمي خالد سعد إن قواته غير موجودة أصلا في ابيي إلا في إطار القوات المشتركة . وفي موازاة ذلك , نفت قبيلة المسيرية مبادرتها بالهجوم على مجموعات من قبلية دينكا نقوك أو إغلاقها للطريق البري في شمال أبيي خلال اليومين الماضيين . وعلى الصعيد ذاته أفادت الأنباء الواردة من منطقة "أبيي" المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه , بعودة الهدوء الثلاثاء إلى المنطقة , بعد يومين من الاشتباكات الدامية بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك. وقال شارلز أبيي رئيس المجلس التشريعي لإدارية ابيي "إن حصيلة ضحايا المعارك في مناطق متفرقة شمال غربي المنطقة بلغت 22 قتيلا , إضافة إلى عشرات الجرحي" .. مضيفا أن عددا غير معلوم من المواطنين فر من المنطقة جراء المعارك وأعرب عن خشيته من تجدد المعارك وتفاقم الوضع الأمني بالمنطقة. ومن جانبها , رفضت السلطات الأمنية بجنوب كردفان طلبا لوفد بعثة الأممالمتحدة لمراقبة الاستفتاء لجنوب السودان والمعونة الأمريكية بزيارة مصابي المعارك بمستشفى "المجلد" باعتبار الطلب خارج نطاق مهمة الوفد الرسمية التي تتعلق بالاستفتاء.