يبدأ الدكتور محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية، رئيس المجمع العلمى، أول أيامه فى السنة المائة من عمره المديد.. وهو بذلك أول شخصية مصرية، بل وعالمية، يحتفظ بوظيفة رسمية "على درجة وزير" فى هذه السن. جمع العالم الجليل بين منصبين لم يجتمعا من قبل إلا لعبقرى مصرى واحد وهو طه حسين، حيث جمع بين رئاسة مجمع اللغة العربية وعددها تسعة مجامع و"المجمع العلمى" الذى أسسته الحملة الفرنسية على مصر وصدرت منه أبحاث ودراسات علمية وجغرافية رائعة عن مصر بطولها وعرضها.. وتناوب على رئاسته مجموعة من العلماء الأفذاذ من أوروبا ومصر ، وصل حافظ لرئاسة هذا المجمع كأستاذ رائد فى العلوم، وأحد نوابغ العالم فى علم الحشرات، إضافة إلى تبحره فى اللغة العربية. واكدت زوجته عفاف عبدالرحيم غانم وفقا لما نشرتة صحيفة المصرى اليوم فى عددها الصادر الثلاثاء أن الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء كلف الدكتور أحمد درويش بحضور حفل تكريم زوجها الأسبوع المقبل فى إحدى المؤسسات الكبرى، بمشاركة عدد من الشخصيات والرموز السياسية والفكرية من بينهم الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى، وهو الوزير المشرف على مجمع اللغة العربية، وكذلك الدكتور مصطفى الفقى. وقالت عفاف :إن عدداً من أصدقاء وتلاميذ زوجها نصحوها بأن تكتب العائلة لرئاسة الجمهورية لرعاية الاحتفال بدخول الدكتور حافظ إلى سن المائة، لكنها أكدت لهم أن هذه مبادرة يجب أن تبدأ من الدولة، وأن الأهم لديها أن يحصل زوجها على ما يستحقه من تكريم: عطاء زوجى ل العربية وللبحث العلمى فى مصر لا يقل عن زويل ويعقوب ومحفوظ وهو بذلك يستحق قلادة النيل. ولايزال جدول الدكتور حافظ غنياً بالمؤتمرات والمحاضرات حيث يمضى يومه فى المجلس القومى للتعليم والبحث العلمى لمناقشة دور البحث العلمى فى التنمية فهو عضو بارز فى المجالس المتخصصة، وهو أيضاً يذهب مرتين أسبوعيا لجامعة القاهرة، و يشارك فى مجلس كلية العلوم ومجلس قسم الحشرات ولايزال يتابع ويشرف على عدد من الدراسات العلمية فى مجال الحشرات ، ويذهب لمقر مجمع اللغة العربية مرة فى الأسبوع. وعن عاداته اليومية التى أمدته بالصحة والعمر المديد قال: السير فى خط مستقيم وتفادى مواطن الذلل، ثم الزوجة الصالحة خير معين فى رحلة الحياة، خاصة لو كانت مثقفة أيضا مثل زوجتى، التى كثيراً ما صححت لى أبيات شعر، تخوننى ذاكرتى فى استعادتها، رغم أننى رئيس مجمع اللغة العربية . اما وجباته الغذائية فتبدأ ، بإفطار خفيف هو عبارة عن شريحة توست يعلوها خليط من الجبن يسبقه فنجان من القهوة باللبن ويتناول بعده فنجاناً من الشاى السادة ، أما الغداء فيتكون من خضار سوتيه مع ملعقة أرز واحدة وقطعة فراخ مشوية والعشاء زبادى أو لبن رايب مع خبز مصنوع من الدقيق السن وقليل من العسل ، ونادراً ما يشرب الدكتور حافظ المياه، ولكنه يواظب على شراب الشعير ويكثر من تناول الفواكه. وينصح العالم الجليل محمود حافظ شباب القرن الحادى والعشرين عقب الاحتفال بميلادة قائلا : اعتدلوا فى كل شىء إلا القراءة.. فعليهم بالاستزادة منها وعليهم بالتمسك بمكارم الأخلاق لأنها تقى من مواطن الذلل، وأنا أكرر لطلابى حكمة على بن أبى طالب »لسان العاقل وراء عقله.. وعقل الأحمق وراء لسانه.