أفرزت نتائج انتخابات مجلس الشعب الاخيرة ملامح جديدة للمسرح السياسى فى مصر مما يؤثر بشكل كبير على مستقبل العملية السياسية فى ظل أوضاع جديدة فرضتها النتائج أهمها اتضاح الصورة الحقيقية لحجم تنظيم الإخوان غير الشرعى فى الشارع المصرى . كما كشفت نتائج الانتخابات أيضا ضرورة العمل على تقوية بناء أحزاب المعارضة بعد ان طغت خلافاتها الداخلية على السطح وسادت لغة الانقسامات بين قادتها وكوادرها. أما النقطة الايجابية فى البرلمان ،فتمثلت فى فرض واقع جديد بالنسبة لمستقبل المرأة السياسى وتمثيلها بشكل قوى فى البرلمان حيث أعطى نظام "كوتة" المرأة فرصة أكبر لمشاركتها السياسية . و أرجع خبراء لجوء تنظيم الإخوان المحظور للانسحاب من جولة الإعادة بانتخابات مجلس الشعب لفشله في حصد مقاعد بالجولة الأولي وشعوره بأن الشارع لفظه وأن شعبية مرشحيه تراجعت ، وبناءً عليه لجأوا لقرار الانسحاب كنوع من "الشو الإعلامي" حتي يظلوا في بؤرة الاهتمام. ويرى الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام أن هزيمة مرشحى تنظيم الإخوان غير الشرعى تمثل عودة لوضع طبيعي ،خاصة أن استحواذ التنظيم المحظور قانوناً على 88 مقعداً فى الدورة البرلمانية السابقة يعد أمراً غير طبيعى ،قائلاً : على التنظيم إما أن يسعى للشرعيةَ أو أن يحل. وأوضح "الشوبكى" أن هناك نتيجة بارزة أخرى بدأت تظهر فور انتهاء الجولة الأولى للانتخابات،وهى وجود شروخ عميقة وانقسامات حزبية بالجملة، دفعتهم لإعلان انسحابهم أمام الجماهير.