أكدت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية ورئيس المجلس القومى للمرأة وعضو المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية، اننا كنا نفضل أن تقود المرأة المصرية الحياة السياسية بدون كوتة وانتظرنا كثيرا لكى يتحقق هذا الامل ولكن الواقع أكد أن ذلك لن يتم بدون أن نلجأ لهذا النظام بشكل استثنائى ولفترة محددة وفى الانتخابات القادمة التى ستجرى فى شهر نوفمبر القادم سندخل المعركة الانتخابية ولدينا أمل كبير فى أن تحصل المرأة المصرية على هذا الحق. وحملت المرأة المصرية مسئولية النجاح فى هذا الصدد وأن تساند المرأة المرشحة مهما كان انتماؤها الحزبى، حيث أن الاوان حان لكى تقوم المرأة بواجباتها ونحن نقوم بدورنا وعليها هى ايضا أن تشارك فى المسئولية الملقاة على عاتقها. وأكدت السيدة سوزان مبارك على أهمية وجود المرأة كعنصر أساسى وشريك في التنمية وهو ما ترمى إلى تحقيقه أنشطة وبرامج منظمة المرأة العربية. وهنأت، في لقاء صحفى الجمعة بالعاصمة التونسية في إطار مشاركتها بأعمال المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية، المنظمة على الجهد الذى بذلته وحتى الآن للنهوض بالمرأة العربية، مشيرة إلى أنه منذ الإعلان عن إنشاء منظمة المرأة العربية فى القاهرة عام 2000 وعلى مدى عشرة أعوام حققت الكثير من الإنجازات فى صالح النهوض بالمرأة العربية. وأضافت أن المؤتمر الثالث المنعقد حاليا في تونس تحت شعار "المرأة العربية شريك أساسى في التنمية المستدامة" يأتى فى توقيت له دلالات هامة، حيث توجد الكثير من التحديات على المستوى الإقليمى والعربى تفرض علينا ضرورة وجود المرأة كعنصر فاعل فى التنمية للتغلب على هذه التحديات. وأشارت إلى أن كلمات السيدات العربيات وجميع الكلمات التى ألقيت فى المؤتمر تناولت هذه التحديات وألقت الضوء عليها لأنها تحديات لا تواجه المرأة فقط ولكنها تواجه المجتمعات ككل مثل الفقر، وتدنى مستوى المعيشة، ومشاكل المأوى، وندرة المياه مما يبرز أهمية المرأة فى المجتمع وأهميتها فى التنمية. كما هنأت السيدة سوزان مبارك المرأة التونسية على جميع المكاسب التي أحرزتها، والحقوق التى اكتسبتها والمساندة التى تلقاها من القيادة السياسية التونسية، مشيرة إلى أن المرأة التونسية تعتبر نموذجا رائدا يجب أن تحتذى به المرأة فى جميع الدول العربية وأنه على المرأة التونسية أن تنتهز هذا الزخم والذي ساهم فى أن تحقق ما تصبو إليه وأن تحافظ على مكاسبها ولا تفرط فيها مهما كانت التحديات. وأكدت السيدة سوزان مبارك أن التعليم والثقافة لهما دور فاعل وهام فى ترسيخ أهمية دور المرأة فى المجتمع ، حيث لا يمكن أن تتقدم المجتمعات بدون مشاركة المرأة. وأوضحت أن واقع الأمر يشير إلى وجود تشريعات فى معظم الدول العربية تكفل للمرأة جميع الحقوق وأن هناك اجماعا من معظم الدول لهذا، ورغم كل الجهود فمازال هناك فجوة على أرض الواقع بين التشريع والقانون والإنسان، مؤكدة أهمية التعليم والثقافة فى هذا الصدد فى الرقى بالمرأة وفى إقناع المجتمع بدورها. وأشارت إلى أن دخول المرأة المصرية للبرلمان بالنسبة التى تليق ودورها فى المجتمع يعد مثالا حيا على ذلك، فبالرغم من وجود التشريعات التى تكفل لها هذا الحق وقناعة المجتمع به نجد أن تمثيلها النيابى دون المستوى، مما جعلنا نلجأ إلى تخصيص نسبة لها فى الكوتة تمثل 64 مقعدا إضافيا تحت قبة البرلمان، منوهة إلى أن الكوتة هى فترة زمنية محددة واستثناء إلى أن تترسخ فى المجتمع الأفكار التى تؤيد وتساهم فى خلق جيل جديد من الشباب والشبات يؤمن بأهمية دور المرأة السياسى وفى المشاركة فى سن ومناقشة القوانين المتعلقة بها. وأشادت بالدور الذى تقوم به المرأة العربية في مختلف المجالات، حيث اثبتت وجودها في الحياة وتعمل منظمة المرأة العربية على مساندة قضاياها والوقوف إلى جانبها لمواجهة التحديات. وحول أولويات المرحلة المقبلة، أضافت سيادتها أنه مازال أمامنا خطوات واسعة خاصة فى مجال التعليم ونحن فى حاجة إلى أن يخرج المؤتمر بتصور يحدد أين نحن من التعليم الابتدائى ومن تعليم الفتيات ومن المواطنة. وأضافت أنه مازال هناك فى بعض المجتمعات من يضع المرأة والفتاة خطوة للوراء ولا يؤمن بدورها ولهذا يجب أن تمنح المرأة الفرصة فى التعليم وأن تهتم المناهج بالتركيز على أهمية دورها فى المجتمع وبتوعية الفتيان والشباب بأهمية هذا الدور وأن يكون من يضع هذه المناهج على قدر كبير من الثقافة المؤمنة بحق المرأة فى التنمية وبهذا تكتمل المنظومة التى تؤمن برسالة المرأة فى المجتمع. وأكدت السيدة سوزان مبارك أهمية دور الشباب والعمل معهم ومن أجلهم ومنحهم فرصة الاستماع إليهم، مشيرة إلى أنه لدى الشباب أفكار وحماس وقدرة على العطاء وكلها مقومات يجب استثمارها. وأشادت بالجهود التى قدمتها تونس خلال رئاستها لمنظمة المرأة العربية على مدى عامين، حيث أقامت سلسلة من الندوات والاجتماعات ولديها برامج مختلفة ستطرح للنقاش خلال أعمال المؤتمر.