حسنا ان حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على حضور اجتماعات قمة المناخ التي تنعقد على هامش اجتماعات الجمعية العمومية، لان مصر من أكثر دول العالم تضررا من المتغيرات التي يمكن ان تطرأ على مناخ الكون، نتيجة ارتفاع حجم الانبعاثات الكربونية من الدول الصناعية التي تعتمد في إنتاجها للطاقة على البترول والفحم. الأمر الذي أدى إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، وارتفاع درجة حرارة الكون بمعدلات عالية، وزيادة معدلات البخر في المحيطات والبحار، وارتفاع نسبة ذوبان الجليد في منطقة القطبين بمعدلات خطيرة، تهدد بغرق مناطق شاسعة من كوكبنا الأرضي، يمكن ان تشمل ثلث مساحة الدلتا المصرية ومساحات غير قليلة من الساحل الشمالي، فضلا عن كوارث طبيعية أخرى تتعلق بشح الأمطار وزيادة الجفاف في بعض المناطق، وارتفاع الفيضانات والعواصف في مناطق أخرى!. وتلعب مصر في قمم المناخ دورا محوريا سوف يزداد قوة بحضور الرئيس السيسي، يستهدف إلزام الدول الصناعية، شرقا وغربا، بخفض انبعاثاتها الكربونية التي تهدد النشاط البشري، وتعويض الدول النامية عن الخسائر الضخمة التي يمكن ان تلحق بها رغم أن مساهماتها في الانبعاثات الكربونية جد محدودة، كما هو حال مصر وحال دول عديدة ترغمها تغيرات المناخ المتوقعة على النهوض بمشروعات ضخمة الكلفة لحماية مدنها وسواحلها وموانيها من الغرق وتهجير سكانها من بعض المناطق!. ووفق آخر تقرير علمي أصدره علماء المناخ قبل انعقاد قمة نيويورك، فإن الانبعاثات الكربونية من دول الاتحاد الأوروبي هبطت إلى حدود 1.8% كما هبطت في الولاياتالمتحدة، لكنها ترتفع في عدد من الدول الناهضة بينها الهند والصين بنسبة 4.2%، تعادل 10 بلايين طن في العام من الانبعاثات الكربونية تظل معلقة في الغلاف الجوي لسنوات عديدة..، ولان الأمر جد خطير يهدد كوكبنا الأرضي الذي لا نملك بديلا له، ويؤذن بانهيار الحضارة الإنسانية إذا استمر معدل حرارة الكون في الارتفاع، فلا بديل عن الزام جميع دول العالم بالتوقيع على اتفاق ملزم يحدد نسب الخفض المطلوبة للانبعاثات الكربونية، وينطوي على ضمانات محددة تراقب تنفيذ هذه الالتزامات. نقلا عن جريدة الأهرام