تمكن فريق من علماء الفلك العاملين في وكالة الفضاء الأوروبية"ايسا" من اكتشاف اكبر عملية اصطدام في الكون تمت بين عنقودين من المجرات. وذلك من خلال التلسكوب الفضائي "شاندرا" العامل بالأشعة السينية "اكس" الذي يدور خارج الغلاف الغازي الأرضي ويرصد الكون بالأشعة السينية التي لا تصل سطح الارض بسبب امتصاصها من الغلاف الغازي الأرضي. فمن خلال الصور الملتقطة لأحد العناقيد المجرية المسمى ابيل670 وهو عنقود من المجرات ، أظهرت عملية اصطدام عملاقة بين العناقيد المجرية وهو الاكتشاف الأول من نوعه في علم الفلك الحديث. ان الاصطدام بين هذه العناقيد المجرية يؤدي إلى اختلاط الغازات والأتربة بين النجوم في المجرات وتتولد نتيجة لذلك حرارة عالية جدا تصل إلى 50 مليون درجة مئوية، وهو ما لكن يتوقعه أي من الفلكيين السابقين. أظهرت الدراسات أن الغاز الموجود في العنقود المجري كان باردا ، وعند حصول الاصطدام كانت سرعة النجوم حوالي 3300 كيلو متر في الثانية الواحدة . هذه السرعة العالية أدت إلى اصطدام جزيئات الغاز ببعضها في المجرات بشكل لا يصدق أو حتى يمكن تصوره فتولدت نتيجة لذلك الحرارة المرتفعة التي تفوق درجة حرارة باطن النجوم بثلاثة أضعاف تقريبا. الغريب أن الاصطدام في العناقيد المجرية لا يتم بين النجوم نفسها ، فحتى الآن لم يتم رصد لاصطدام بين النجوم على الرغم من أن عددها في العناقيد المجرية يفوق مئات المليارات . وربما أن المسافات الهائلة بين النجوم هي التي تحول دون اصطدام النجوم ببعضها ، ولكي اقرب الفكرة هل يمكن أن تصطدم الطلقات ببعضها بين الجيشين المتحاربين؟ الطبع هذا صعب التصور لان المسافات بين كل طلقة وأخرى كبيرة جدا نسبة لحجم طلقات الرصاص ، وهذا ما يمكن حدوثه عند اصطدام المجرات مع بعضها ، والاصطدام يكون بين الغازات والأتربة بين النجوم فقط .