كشفت صحيفة بريطانية امس أن القوات الأمريكية في العراق تخطط للقيام بعملية جديدة في بغداد شارك ضباط “إسرائيليون” في وضعها لمواجهة المقاومة تستند إلى تقسيم العاصمة العراقية الى مناطق مغلقة وتطويق جميع أحيائها بالحواجز، والسماح فقط للعراقيين من حملة بطاقات الهوية الجديدة دخول هذه الأحياء. واوضح تقرير اعده المراسل المرموق المتخصص في شؤون الشرق الاوسط روبرت فيسك، ونشرته صحيفة “اندبندنت” أن حملة “الجاليات المطوقة” التي استعملت في حرب فيتنام ستغطي 30 حياً من أحياء بغداد الرسمية البالغ عددها 89 حياً وستكون أكبر خطة طموحة تنفذها الولاياتالمتحدة في العراق منذ الغزو عام 2003. لكنه أشار إلى أن هذه الخطة باءت بالفشل حين جربتها الولاياتالمتحدة من قبل في فيتنام، والفرنسيون في الجزائر، فيما اتبعت “إسرائيل” ممارسات مشابهة من دون نجاح خلال احتلالها الأراضي الفلسطينية. واعتبر اللجوء الى هذه الاساليب دليلا على ان الأمريكيين قد بلغوا مرحلة من اليأس في سعيهم لتحقيق انتصار في الحرب. كما ان الخطة لها اهداف عسكرية تتجاوز اشاعة الهدوء في بغداد، وتهدف الى مرابطة خمسة ألوية ميكانيكية قوامها 40 الف جندي في جنوب وشرق بغداد، ونشر ثلاثة منها بين العاصمة بغداد والحدود مع إيران، حتى تجد الجمهورية الاسلامية انها تواجه “قوة عسكرية ذات طابع عدواني محتمل” قريبة من حدودها، اذا ما قررت الولاياتالمتحدة و”اسرائيل” توجيه ضربة عسكرية لمنشآت نووية إيرانية في وقت لاحق العام الحالي. وذكرت الصحيفة أن الخطة الأمنية الجديدة لبغداد ناقشها جنرالات أمريكيون عملوا في العراق وكبار ضباط مشاة البحرية (المارينز) إلى جانب أربعة من كبار الضباط “الإسرائيليين”، خلال دورة عسكرية في قاعدة ليفينوورث بولاية كنساس الأمريكية، وقد انخرط هولاء في سلسلة نقاشات لاعتماد أفضل الطرق لتغيير مسار الحرب التي اوقعت كوارث في العراق. وقال فيسك إن التركيز المبدئي خلال تنفيذ الخطة سيكون على الاسواق العامة والمناطق الشيعية الرئيسية في بغداد واعتقال الشباب في سن التجنيد.