استعرض الرئيس حسنى مبارك وجورج ميتشيل المبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط صباح الأحد بالقاهرة الجهود المبذولة لمواصلة دفع عملية السلام فى الشرق الأوسط بعد توقف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى نتيجة إصرار الحكومة الإسرائيلية على المضى قدما فى عملية الإستيطان . حضر اللقاء -الذي عقد بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة- أحمد أبوالغيط وزير الخارجية والوزير عمر سليمان والسفيرة مارجريت سكوبى سفيرة الولاياتالمتحدةبالقاهرة. أبو الغيط :ميتشيل يعرض على الرئيس مبارك جهود مواصلة العملية السلمية القاهرة فى 3 أكتوبر /أ ش أ / وصرح أحمد أبوالغيط وزير الخارجية -فى تصريحات صحفية عقب المقابلة- بأن السيناتور جورج ميتشيل قدم للرئيس مبارك تقريرا كاملا حول الجهود التى بذلها خلال جولته الحالية بالمنطقة ومنذ 15 سبتمبر الماضى عندما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلى مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى المفاوضات المباشرة بالقدس . وقال أبوالغيط إن المبعوث الأمريكى تناول أيضا فى عرضه على الرئيس مبارك الصعوبات التى تواجهها المفاوضات المباشرة والجهد الأمريكى والدولى للتوصل لتأمين تمديد لوقف الإستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة . وأشار أبوالغيط إلى أن رد الفعل المصرى يتمثل فى "تفهم الموقف الفلسطينى الذى يطالب بأنه لكى تتم المفاوضات المباشرة يجب تهيئة المناخ المناسب والظروف الملائمة لإستمرارها , وأن هذه الظروف فى هذه اللحظة من الزمن ليست مواتية , وبالتالى طالبت مصر الولاياتالمتحدة ببذل جهودها" . وقال إن مصر سوف تمضى بالتوازى لتحقيق هدف وقف الإستيطان الإسرائيلى تأمينا لإستمرار هذه المفاوضات . من جانبه، أعرب ميتشيل -فى تصريح مماثل- عن تقديره للمسانده والمشورة التى قدمها مبارك لدفع عملية السلام فى الشرق الأوسط، موضحا انه سيلتقي خلال زيارته لعمان فى وقت لاحق الأحد العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى ..مشيرا إلى أنه التقى على مدى الأيام القليلة الماضية مع عدد من الزعماء العرب إلى جانب الرئيس الفلسطينى ورئيس الوزراء الإسرائيلى أكثر من مرة . وأضاف ميتشيل إننا كنا نعلم فى بداية جهود السلام أنه سيكون هناك العديد من العراقيل والمصاعب ولكننا مصممون على تحقيق السلام الشامل فى الشرق الأوسط، منوها إلى قول الرئيس الأمريكى أوباما أن هذا الهدف يتضمن إقامة سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل , وكذلك مع سوريا ولبنان والتطبيع الكامل للعلاقات مع جميع دول المنطقة . وقال إنه بالرغم من الخلافات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى فإنهما قد طلبا منا الإستمرار فى المناقشات لتهيئة الظروف التى تساعد على الإستمرار فى المفاوضات المباشرة , مشيرا إلى أن الطرفين يريدان الإستمرار فى المفاوضات , ولايريدان وقفها . وردا على سؤال لوزير الخارجية أبوالغيط عن الخطوة القادمة بعد توقف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى , قال أبوالغيط إن الخطوة المقبلة هى إستمرار المساعى الأمريكية والأوروبية والدولية والرباعية الدولية لتأمين الحصول على موافقة الجانب الإسرائيلى على تمديد وقف الإستيطان. وحول الإجتماع الذى طرحه الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى لمواصلة المفاوضات المباشرة , قال أبوالغيط "إن مصر ترى أن هذه الخطوة وإن كانت يمكن أن تساهم فى المزيد من تأمين المفاوضات الإيجابية، إلا أنها تحتاج لتحقيق وقف الإستيطان مسبقا، وتأمين عودة الأطراف الى المفاوضات لكى تكون لمثل هذه القمة فاعليتها وإيجابيتها" . وردا على سؤال حول الخطوة المقبلة فى حالة إصرار إسرائيل على المضى قدما فى سياسة الإستيطان، قال أبوالغيط إنه فى هذه الحالة لن تكون هناك مفاوضات مباشرة وبالتالى سيطلب من الولاياتالمتحدة أن تسعى للمزيد من العمل بين الجانبين . وأضاف أن البعض سيطرح المزيد من الأفكار حول كيفية تحريك المسألة , مثل هل يلجأ الجانب العربى للامم المتحدة وإذا مالجأ إلى الأممالمتحدة , هل يلجأ إلى مجلس الأمن , وماهى الضمانات المتوافرة لتأمين قرار يصدر عن مجلس الأمن , أو أننا يجب أن نلجأ إلى الجمعية العامة . وأوضح أبوالغيط "إن الذهاب إلى مجلس الأمن يجب أن يتوفر له شروط محددة أما أن نذهب إلى مجلس الأمن بدون إعداد مناسب وتحقيق لتوافق دولى عريض على ماهو المطلوب فعله من مجلس الأمن ..فيجب الحذر من هذا الخيار إلا بعد تأمين الضمانات والتأكيدات بالنجاح" . وقد غادر جورج ميتشيل القاهرة متوجها الى عمان بعد زيارة لمصر استغرقت يومين، التقى ميتشيل خلالها بأحمد أبو الغيط وزير الخارجية وعمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية وعدد من المسئولين المصريين، وتأتى زيارة ميتشيل للقاهرة فى اطار جولة له بالمنطقة شملت كل من الأراضى الفلسطينية واسرائيل وقطر ومصر .