أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الأحد تراجع الدعم الشعبي الذي تحظى به جماعة الإخوان المسلمين، وأضافت أنه لا يمكن لأي نظام حاكم "مماطلة" المصريين بعد اليوم . وتابعت : ومن هنا تكمن روح الثورة المصرية، وأن الإدارة الأمريكية لا تهتم فعليا بما إذا ما كان مبارك أم مرسي في السلطة مادامت مصالحها في مأمن.
وتناولت الصحيفة الأسباب الكامنة وراء حالة التنازع التي يشهدها الشارع المصري والمعارضة التي واجهها الرئيس محمد مرسي خلال الأونة الأخيرة مشيرة إلى ما وصفته ب "ضيق" من السياسات الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة المصرية الحالية وليس لأية اعتبارات دينية.
أوضحت الصحيفة أن نتائج كل استطلاعات الرأي التي أجريت ما بعد ثورة 25 يناير توضح أن المصريين مهتمون أكثر بفرص العمل والإسكان والخدمات الصحية والأمنية عن المعادلة المطروحة والتي تصور الإخوان في مواجهة الليبرالين.
اعتبرت أن التحليلات التي تطرحها وسائل الإعلام على مختلف أنواعها والتي في الأغلب تتمحور حول تصور أن الرئيس مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين يحظى بدعم من الجماعات الدينية في مجابهة المعارضة المدنية الليبرالية هى تحليلات مغلوطة.
ولفتت إلى أنه في حال فقد المصريين إيمانهم وحماسهم حيال جماعة الإخوان المسلمين نظرا للتراجع الشعبي للاسلاميين كما تظهر النتائج الأولية للاستفتاء على مواد الدستور الجديد، فذلك يعود إلى تعثر الإخوان في إدارة شئون البلاد خلال الأشهر الماضية على النحو المنشود وليس لكونهم جماعة إسلامية.
وتري الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين حققت وعودها بالوصول إلى الحكم، بينما عجزت عن الوفاء بوعودها لأبناء الشعب المصري. السياسة الاقتصادية للرئيس مرسي عمقت "الليبرالية الجديدة" التي تسببت في معاناة أبناء هذا الشعب خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك وكانت أحد الأسباب الرئيسية في اندلاع الثورة ضد حكمه .
أضافت الصحيفة إذا كانت سياسات مرسي الاقتصادية، تجعله لا يحظى بشعبية في الشارع، غير أنها تشكل عاملا رئيسيا في جعله مقبولا لدى الغرب وذلك من خلال انتهاج سياسات اقتصادية تخدم دوائر السلطة مصحوبة بسياسات خارجية لا تتصادم مع أطراف إقليمية على رأسها إسرائيل.