اقترف الإخوان وحلفاؤهم خطايا كثيرة فى حق هذا الوطن.. واقترفوا خطايا أكثر فى حق الثورة..
تلك الثورة التى جمعت المصريين على هدف واحد.. هو إسقاط الديكتاتورية والاستبداد.. والانطلاق إلى بناء مجتمع ديمقراطى حديث قائم على الحرية والعدالة ودولة القانون والكرامة الإنسانية.
تجمع المصريون حول هذا الهدف من كل الأطياف وتوحدوا جميعا من أجل الثورة وإسقاط الديكتاتورية.. والانتقال إلى مرحلة جديدة تليق بمصر وتاريخها وجغرافيتها وبشرها.
وانبهر العالم بهذا التوحد فى ثورة المصريين السلمية.. وأصبح ميدان التحرير رمزا للحرية لدى كل شعوب العالم.. واتجهت الأنظار إليه.
ووصل الأمر بمصريين كانوا فى الخارج ويعملون ويعيشون فى نجاح مبهر إلى العودة إلى وطنهم.. والتوحد مع مواطنيهم الذين أخرجوا أجمل ما لديهم فى أيام الثورة.. وتفاءل الناس بمستقبل أولادهم وأحفادهم.. وبواقع وطنى جديد.
كما أن الدول كافة أعلنت عن مد أياديها إلى هذا الشعب العظيم لمساعدته فى نقلته الحضارية التى حققها فى ثورته.
لكن الإخوان كانوا يمارسون الخطايا منذ ذلك الوقت.. وكانوا أول من استجابوا لدعوة نظام مبارك للحوار.. وجلسوا مع عمر سليمان المكلف من مبارك للحوار مع القوى السياسية.. وفرحوا بذلك كثيرا، لأنهم حصلوا على اعتراف من النظام القديم.. ذهبوا إلى ذلك الحوار والاعتراف فى حين كانت القوى الوطنية مجتمعة فى التحرير على أنه «لا حوار إلا بعد الرحيل».
رحيل الديكتاتورية.. والاستبداد.. واستعادة الشعب حقه فى اختيار نظام حكمه.
واستمروا فى خطاياهم بعد ذلك وكذبهم.
وبدؤوا فى الهجوم على الشخصيات الثورية التى كانت شعلة الثورة.. واعتبروا أن دورها انتهى بعد سقوط مبارك (هكذا قال كبير منهم عن البرادعى».
فى نفس الوقت الذى بدؤوا فيه التواصل مع السلطة الجديدة وإدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لشؤون البلاد.. وتقديم أنفسهم على أنهم هم الحل الوحيد والقادر على انتقال البلد واستقرارها وبدؤوا فى السطو على الثورة.. ولم يعيروا أى اهتمام لشعاراتهم التى رفعوها من أنهم حريصون على المشاركة، لا المغالبة مع كل القوى الوطنية.. لكن ما إن بدأت الانتخابات البرلمانية حتى تحول شعارهم إلى المغالبة، لا المشاركة.
وجرى ذلك بالتوازى مع الانقضاض على الثورة بالتحالف مع المجلس العسكرى، والذى كان يعتبر ثورة 25 يناير انتفاضة، لا ثورة هكذا قيل لهم.. وهكذا فعلوا.. وهكذا تحالفوا مع الإخوان ضد الثورة.. وكانت النتيجة محمد محمود الأولى واتهامهم للثوار بالعمالة وبتنفيذ أجندات أجنبية.. فكان سقوط شهداء جدد.. وتجدد الأمر فى أحداث مجلس الوزراء ليسقط شهداء جدد.. واحتفلوا مع العسكر بمرور عام على الثورة التى لم تنجز أى شىء من أهدافها، اللهم إلا تسهيل الأمر للإخوان للسيطرة وفرض آرائهم بغرورهم وبشخصياتهم العاجزة.
ومن منطلق خطايا الإخوان «فى المغالبة لا المشاركة دفعوا بمرشحهم للرئاسة ليصل مرسى إلى قصر الرئاسة مندوبا عن الجماعة ومكتب إرشادها».
ويمارس مرسى الخطايا الأكثر ويتعدى على السلطات.. ويمكِّن شخصيات عاجزة من السيطرة على مقاليد البلاد.. ويصدر إعلانا دستوريا مستبدا مخالفا القوانين والدساتير.
فضلا عن إنجاز دستور مشبوه لا يعبر عن أطياف وقوى الشعب المصرى، وإنما جاء تفصيلا على جماعة ومن تحالف معهم.
ويستمرون فى الخطايا.. لتصبح الدولة منقسمة الآن.. ولا يكتفون بذلك.. فيستمر مرسى وجماعته فى تصعيد الأمر وزيادة التقسيم بين المواطنين.