اعتبر المؤرخ الأميركي دانيال بايبس والناشطة المصرية سينثيا فرحات أن مصير الرئيس محمد مرسي ما زال غامضا أمام ما يواجهه من تحديات التيارات الإسلامية وأزمة اقتصادية مخيفة. وقال بايبس وفرحات -في مقال نشرته صحيفة واشنطن تايمز- إن سلطة مرسي اليوم تجلب بدون أدنى شك فوائد جمة له وللإخوان المسلمين على المدى القصير، ولكنها قد تشوه صورة حكم الإخوان على المدى البعيد.
وأشار الكاتبان إلى أن نجاح مرسي في البلاد باتجاه تطبيق الشريعة الإسلامية من شأنه أن يأتي بنتائج سلبية كبيرة بالنسبة للموقف الأميركي في المنطقة.
وتحدث بايبس وفرحات عن محاولة انقلاب عسكري كان سيقوم به قائد المجلس الأعلى العسكري المتقاعد المشيرحسين طنطاوي في 24 أغسطس ولكن مرسي استبق ذلك بعدة خطوات.
فقد أقدم الرئيس في 12 أغسطسعلى إلغاء إعلان الدستور الذي يحد من سلطاته، وأخرج طنطاوي من السلطة وعين محله عبد الفتاح السيسي الذي كان يشغل منصب رئيس المخابرات العسكرية.
وقد أقر طارق الزمر الجهادي البارز والمؤيد لمرسي، بأن "اختيار السيسي كان يهدف إلى وقف الانقلاب"
ويعزو الكاتبان نجاح ما وصفوه بذبح الحمل (مرسي) للجزار (طنطاوي) إلى أن الضباط العسكريين ذوي التوجهات الإسلامية كانوا أكثر عددا وقوة مما تصوره البعض، فعرفوا بشأن الانقلاب وساعدوا مرسي على وأده.
فالجنرال عباس مخيمر -يستدل كاتبا المقال به كمثال- الذي عين في السابق للإشراف على تطهير الضباط من الإخوان المسلمين أو المنتسبين إلى تيارات إسلامية، كان نفسه في صف الإخوان المسلمين وربما كان عضوا في الجماعة.
أما بالنسبة للجيش، فقد تراجع إلى نفس الموقع الذي كان عليه في عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك أي الاصطفاف إلى جانب الرئيس واتباع قيادته دون أن يكون خاضعا بشكل كامل له.
ويحتفظ الجيش بالسيطرة على ميزانيته وترقياته وعمليات الفصل وإمبراطوريته الاقتصادية، ولكن القيادة العسكرية فقدت سلطتها السياسية المباشرة التي تمتعت بها في الفترة ما بين 2011 و2012