الوزير يتهم مدير المدينة السابق بالخروج عن قواعد اللياقة مع رؤسائه.. والسعدني يؤكد: أدفع ثمن اجتهادي وتفوقي وكشفي لمجلس الشعب عن معوقات البحث العلمي هانى هلال...وزير التعليم العالي في تطور سريع للمشادة التي نشبت في مجلس الشعب بين وزير التعليم العالي «هاني هلال» ومدير مدينة مبارك للأبحاث العلمية «محمد السعدني» أصدر الوزير قراراً بإعفاء السعدني من منصبه وندب الدكتور ياسر رفعت- مدير معهد الهندسة الوراثية بالمدينة- للقيام بأعمال المدير العام بدلاً منه. وأشار بيان صادر عن مكتب الوزير أمس - الأربعاء- إلي أنه تم إنهاء انتداب السعدني بالمدينة وإعادته إلي عمله الأصلي أستاذاً بكلية العلوم جامعة الإسكندرية نظراً لما بدر عنه من تجاوزات وخروج عن قواعد اللياقة والاحترام مع رؤسائه، وكذلك عما قام به من أفعال وممارسات سلبية تتنافي- علي حد قول البيان- مع قواعد وأخلاقيات المهنة بمكتب الوزير، وذلك أثناء وجوده بالمكتب عقب مشاركته في اجتماع لجنة التعليم بمجلس الشعب. من جانبه، قال الدكتور محمد السعدني إن الغرض الرئيسي وراء إقالته يرجع إلي أنه كشف للجنة التعليم بمجلس الشعب عن المعوقات الحقيقية التي تواجه مشروعات البحث العلمي بالمدينة ومسئولية الوزير عن تعطيل عدد من المشروعات المهمة، نافياً تجاوزه في مخاطبة الوزير بعد إهانة هلال له في مجلس الشعب وطرده من اجتماع لجنة التعليم علي مرأي من أعضاء مجلس الشعب. وأضاف السعدني: «كنت أعلم أنني سأدفع ثمن اجتهادي وتفوقي ووطنيتي باعتباري صاحب مشروع سياسي وحقيقي لنهضة البحث العلمي لكنني لم أتوقع أن ذلك سيتم بتلك الصورة المبتذلة التي تحاول النيل من سمعتي وكرامتي مبدياً تعجبه من قيام الوزير صباح أمس الأول- الثلاثاء- بوصفه في تصريحات تليفزيونية بأنه أستاذ فاضل ومجتهد ومحترم وزميل عزيز، وأن واقعة مجلس الشعب لن تؤثر في العلاقة بينهما ثم يأتي بعد أقل من 24 ساعة ويصدر قرار إقالتي دون أن يخبرني به ولا يكتفي بذلك بل يلصق بي أقوالاً وأفعالاً لم أرتكبها علي الرغم من التزامي الصمت بعد واقعة مجلس الشعب ورفضي تصعيد الأمر معه بعد التجاوزات التي ارتكبها في حقي. من ناحية أخري، أكد مصدر مطلع بوزارة التعليم العالي أن وزير التعليم العالي أجري اتصالاً بالدكتورة هند حنفي- رئيس جامعة الإسكندرية- طالبها فيه بإحالة السعدني للتحقيق تمهيداً لإحالته لمجلس تأديب بتهمة التجاوز في حق الوزير وتسريب معلومات للصحف عن مدينة مبارك العلمية! وأشار المصدر إلي أن الوزير أجري اتصالات بجهات نافذة بالدولة قبل إصدار بيان إعفاء السعدني من منصبه للحصول علي دعمهم في مواجهة السعدني الذي يشغل عضوية أمانة سياسات الحزب الوطني مشيراً إلي أن الوزير اعتاد علي التخلص من جميع الأشخاص المحيطين به عند إحساسه بأنهم سيصبحون مركزاً قوياً في الوزارة ومنافسين محتملين له مستدلاً علي ذلك بما حدث مع الدكتور هاني الناظر- الرئيس السابق للمركز القومي للبحوث- ووقوفه في وجه تعيين الدكتور علي شمس الدين- رئيساً لجامعة بنها- والدكتور جهاد عودة- نائباً لرئيس جامعة حلوان- حيث يمثل الثلاثة خطراً علي منصبه بعلاقاتهم النافذة داخل الحزب. وقد أكد الدكتور محمد السعدني: سأتقدم ببيان الإقالة الذي أصدره الوزير إلي رئيس الوزراء وقيادات الحكومة ورئيس مجلسي الشعب والشوري لأنه لا يليق بالوزير أن يصل في خصومته لهذا الفجر الذي لا يراعي أصول الزمالة أو المهنة ولا يراعي أي مستوي أخلاقي يجب أن يسود بين الأساتذة والأكاديميين. وطالب السعدني هلال بوقف الهجوم الذي يشنه عليه منذ واقعة مجلس الشعب.